القمر الدموي يظهر في سماء العالم.. لماذا يتحول القمر إلى اللون الأحمر؟ هذه الظاهرة الفلكية الفريدة التي تُعرف بخسوف القمر الدموي تستحوذ على اهتمام ملايين الأشخاص حول الكرة الأرضية، حيث يتحول قرص القمر الساطع إلى لون أحمر غامق مدهش، مشهد يُثير الدهشة والتساؤل حول الأسباب الكامنة وراء هذا التغير اللوني الرائع.
خسوف القمر الدموي: كيف ولماذا يتحول القمر إلى اللون الأحمر؟
خسوف القمر الدموي يحدث عندما تقف الأرض بين الشمس والقمر في خط مستقيم تمامًا، ما يمنع أشعة الشمس من الوصول مباشرة إلى سطح القمر خلال ظهور البدر الكامل، فتسقط ظل الأرض على القمر تدريجيًا. خلال هذه الظاهرة، يتغير لون القمر من الأبيض المتلألئ إلى الأحمر الداكن، ويرجع سبب تحول القمر إلى اللون الأحمر إلى طبيعة انتشار الضوء في الغلاف الجوي للأرض. توضح الدراسات الفلكية أن أشعة الشمس أثناء الخسوف تمر عبر طبقات الغلاف الجوي للأرض التي تعمل كمرشح للضوء؛ حيث تُشتت الأطوال الموجية القصيرة كاللون الأزرق والبنفسجي بينما تمر الأطوال الموجية الطويلة كاللون الأحمر والبرتقالي، فتنعكس هذه الألوان على القمر، مما يمنحه ظهوره باللون الدموي. تُشبه هذه الظاهرة ما نشاهده عند شروق الشمس أو غروبها حين يتحول لون السماء إلى الأحمر والبرتقالي، ومع ذلك تبقى تجربة مشاهدة القمر الدموي أعمق وأروع حيث يتحول قرص القمر بالكامل إلى لوحة طبيعية تخطف الأنظار. وبما أن هذا الخسوف يحدث في مراحل اكتمال البدر، فإنه آمن تمامًا للمشاهدة بالعين المجردة، على عكس كسوف الشمس الذي يتطلب أدوات حماية خاصة.
مواعيد خسوف القمر الدموي عام 2025 وأفضل أماكن المشاهدة
يُنتظر خسوف القمر الدموي المقبل في عام 2025 كحدث نادر ستستمر مدته الإجمالية قرابة 5 ساعات و27 دقيقة، منها ساعة و22 دقيقة لمرحلة الخسوف الكلي. تختلف مواعيد بدء الخسوف حسب المنطقة الجغرافية، إذ يبدأ الخسوف الجزئي في القاهرة عند الساعة 6:28 مساءً، ويتحول إلى خسوف كلي عند 8:31 مع ذروة الظاهرة في 9:12 مساءً، لتستمر حتى بعد منتصف الليل. في الإمارات العربية المتحدة، يبدأ الخسوف عند 7:28 مساءً ويبلغ أقصى درجاته عند 10:11 مساءً، وينتهي حوالى الساعة 12:55 بعد منتصف الليل. أما في السعودية، فيمكن متابعته ابتداءً من 7:00 مساءً بتوقيت الرياض، وتتحقق الذروة قرب 9:15 مساءً، بينما في دول المغرب العربي سيبدأ الخسوف مع حلول الليل، ويصل لذروته بين 8:00 و9:30 مساءً حسب التوقيت المحلي.
البلد | موعد بدء الخسوف الجزئي | موعد ذروة الخسوف الكلي | وقت انتهاء الخسوف |
---|---|---|---|
مصر | 6:28 مساءً | 9:12 مساءً | بعد منتصف الليل |
الإمارات | 7:28 مساءً | 10:11 مساءً | 12:55 بعد منتصف الليل |
السعودية | 7:00 مساءً | 9:15 مساءً | بعد منتصف الليل |
المغرب العربي | مع بداية الليل | بين 8:00 و9:30 مساءً | بعد منتصف الليل |
تشهد آسيا مثل الصين والهند أفضل فرص رؤية للخسوف بجميع مراحله، بينما سيكون المشهد واضحًا في معظم دول الشرق الأوسط. في إفريقيا، يتمتع سكان الشرق برؤية ممتدة وظاهرة واضحة، أما في أوروبا فستظهر ظاهرة الخسوف لفترة قصيرة عند طلوع القمر، كما ستُرى مشاهد جزئية للحدث من المناطق الغربية لأستراليا. لتسهيل مشاهدة خسوف القمر الدموي بأفضل شكل، يُفضل اختيار أماكن مفتوحة وبعيدة عن أضواء المدن، كما يُنصح بحمل كاميرا مع حامل ثلاثي لتسجيل المشهد، والمشاركة مع الجمعيات الفلكية التي تنظم فعاليات خاصة لهذا الحدث.
خسوف القمر الدموي وأهميته بين العلم والثقافة
يحمل خسوف القمر الدموي قيمة علمية وثقافية كبيرة، إذ يمنح علماء الفلك فرصة رائعة لدراسة الغلاف الجوي للأرض عبر تحليل الضوء المنعكس على القمر خلال الخسوف، مما يساعد على رصد تحولات المناخ وتكوين الغلاف الجوي بدقة. كما أن ملاحظة حركة الأجرام السماوية أثناء هذه الظاهرة تقدم لجميع المهتمين والهواة تجربة علمية ومرئية تثري معرفتهم وأحاسيسهم نحو عظمة الكون.
إلى جانب البعد العلمي، يرتبط القمر الدموي بموروث ثقافي غني؛ فقد اعتبرته ثقافات عديدة عبر التاريخ رمزا للتجديد أو نذيرًا لأحداث كبرى، وبينما ربطه البعض بخرافات وأساطير، أصبح اليوم حدثًا كونيًا طبيعيًا يحمل في سره الروعة والأسرار. يُعد خسوف القمر الدموي لعام 2025 تمهيدًا بارزًا لاستقبال ظاهرة الكسوف الشمسي الكلي المنتظر في أغسطس 2026، والذي يُتوقع أن يشهد أجواء كونية مبهرة في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم.
- اختيار مكان مناسب بعيد عن التلوث الضوئي
- متابعة كافة مراحل الخسوف من البداية حتى اكتماله
- استخدام أدوات تصوير مثبتة لتوثيق الظاهرة
- المشاركة في الفعاليات والأنشطة الفلكية للتعلم والتجربة
تشكل مشاهدة القمر الدموي تجربة لا تُنسى تجمع بين العلم والجمال البصري، إذ يتحول القمر تدريجيًا من القرص الأبيض اللامع إلى الأحمر القاني أمام أنظار المشاهدين، مشهد يبعث على التأمل والتفكر في عظمة الكون والتناسق الفريد بين الأرض والشمس والقمر الذي يصنع هذا الحدث السماوي الخلاب. هذه الليلة ستكون فرصة حقيقية للعائلات والأصدقاء لخوض تجربة فلكية بصرية حية تثير الإعجاب والتأمل، فالحدث لا يقتصر على كونه ظاهرة علمية فحسب، بل لحظة تتداخل فيها المعرفة مع الجمال في تزامن ساحر.