الدولار الأمريكي واستقرار سعر صرفه مقابل الجنيه المصري لا يزالان محط اهتمام المستثمرين والمتعاملين في الأسواق المالية، ولاسيما مع التطورات الأخيرة في بيانات التوظيف الأمريكية التي أظهرت تباطؤًا ملحوظًا في نمو الوظائف، ما عزز التوقعات بإمكانية خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما أثر بشكل مباشر على حركة الدولار عالميًا ومحليًا.
تأثير تباطؤ نمو الوظائف الأمريكية على الدولار الأمريكي واستقراره مقابل الجنيه المصري
شهد الدولار الأمريكي استقرارًا في الأسواق العالمية خلال السادس من سبتمبر 2025، بعد تراجع واضح أمام معظم العملات الرئيسية في جلسة الجمعة السابقة، نتيجة صدور بيانات التوظيف الأمريكية التي كشفت عن تباطؤ حاد في نمو الوظائف، إذ ارتفع عدد الوظائف خارج القطاع الزراعي بـ 22 ألف وظيفة فقط خلال أغسطس، مقابل توقعات بتحقيق زيادة تصل إلى 75 ألف وظيفة، حسب بيانات وزارة العمل الأمريكية. هذا التباطؤ في سوق العمل أثار مخاوف المستثمرين من تعرض الاقتصاد لضغط مزدوج بين ضعف التوظيف وتزايد قيود السياسات التجارية، الأمر الذي دفع لتوقعات متزايدة بشأن توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تخفيض أسعار الفائدة في الفترة القادمة، ما ساهم في تماسك الدولار الأمريكي واستقراره مقابل الجنيه المصري وتعزيز تحركاته مقابل العملات الأخرى.
وأشار خوان بيريز، مدير التداول في شركة “مونكس” بواشنطن، إلى أن التغيرات المتلاحقة في السياسات التجارية الأمريكية وزيادة الرسوم الجمركية أوقعا أعباءً ثقيلة على الشركات، ما ظهر جليًا في أرقام التوظيف الضعيفة، مؤكدًا أن هذه العوامل تلعب دورًا رئيسًا في تحركات الدولار الأمريكي واستقراره مقابل الجنيه المصري والأسواق العالمية.
تحركات الدولار الأمريكي مقابل العملات العالمية واستقراره مقابل الجنيه المصري
سجل الدولار الأمريكي انخفاضًا بنسبة 0.99% أمام الين الياباني يوم الجمعة 5 سبتمبر ليصل إلى 147.03 ين، إلا أنه حافظ على مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، مما يعكس تقلبات لكنها إيجابية بشكل عام. أما اليورو، فقد ارتفع أمام الدولار بنسبة 0.79% ليبلغ 1.1744 دولار، مستفيدًا من أداء اقتصادي أوروبي أفضل نسبيًا. كذلك صعد الجنيه الإسترليني أمام الدولار بـ 0.78% مسجلاً 1.3542 دولار، مدعومًا بالأحداث السياسية داخل المملكة المتحدة، خصوصًا استقالة نائبة رئيس الوزراء البريطانية أنجيلا راينر بعد اعترافها بمخالفات ضريبية، وهذا الحدث ساهم في تحقيق الجنيه الإسترليني مكاسب أسبوعية بنسبة 0.3%.
على الصعيد المحلي، استمر الدولار الأمريكي في الاستقرار النسبي أمام الجنيه المصري، بعد أن حقق ارتفاعات ملحوظة منتصف الأسبوع الماضي، حيث أغلقت أسعار الصرف في عدد من البنوك الكبرى عند مستويات قوية، داعمة لاستقرار سوق الصرف في مصر.
أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري في أبرز البنوك واستقرار السوق المحلي
واصل الدولار الأمريكي تسجيل أسعار شراء وبيع متقاربة في البنوك المصرية، مما يعكس حالة من الاستقرار وسط تذبذب مؤشرات الأسواق العالمية المرتبطة بقرارات البنوك المركزية الكبرى. الأسعار في بعض البنوك كانت كالآتي:
| البنك | سعر الشراء (جنيه) | سعر البيع (جنيه) |
|---|---|---|
| البنك الأهلي المصري وبنك مصر | 48.53 | 48.63 |
| مصرف أبوظبي الإسلامي | 48.56 | 48.66 |
| بنك قناة السويس | 48.53 | 48.63 |
| بنك فيصل الإسلامي | 48.53 | 48.63 |
| البنك العقاري المصري العربي والمصرف المتحد | 48.53 | 48.63 |
- استقرار السعر بين البنوك يؤكد تمركز السوق عند مستويات ثابتة مع زيادات طفيفة
- تأثير العوامل العالمية مثل بيانات التوظيف والسياسات المصرفية ينعكس على الأسعار المحلية
- المراقبة المستمرة لتطورات السوق الأمريكي تؤثر بشكل ملحوظ على تحركات الدولار مقابل الجنيه المصري
هذا التماثل في الأسعار يعكس استقرارًا في سوق الصرف المصري على الرغم من التقلبات العالمية، مع وجود مراقبة دقيقة للتطورات في سوق العمل الأمريكي والتي تظل المحرك الأساسي لتحركات الدولار في الأسواق العالمية، إلى جانب متابعة السوق المصري للتأثيرات المحتملة على الجنيه المصري في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.
في ظل هذه المعطيات، يبقى الدولار الأمريكي واستقراره مقابل الجنيه المصري مرهونًا بالتطورات الاقتصادية والسياسية على المستويين الداخلي والدولي، مع توقعات متزايدة للتغيرات في السياسات النقدية الأمريكية خلال الفترة المقبلة، ما يستدعي متابعة دقيقة للأسواق وحذر مستمر من قبل المتعاملين في السوق المحلي.
