صدمة مرتقبة.. كيف تؤثر اشتعال الذهب العالمي على السوق المحلي وتغير قواعد اللعبة؟

الارتفاع المستمر في أسعار الذهب وأسبابه وتأثيره على الأسواق العالمية والمحلية

يستمر ارتفاع أسعار الذهب في مدار تصاعدي على المستوى العالمي، مدفوعًا باضطرابات الأسواق وتقلبات الاقتصاد الدولي، مما يعزز مكانة الذهب كملاذ آمن للمستثمرين في أوقات عدم اليقين والأزمات الاقتصادية، حيث يبحث الكثيرون عن الاستقرار المالي في ظل الظروف المتغيرة.

ارتفاع أسعار الذهب العالمي وتأثير خفض الفائدة الأمريكية

قفزت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة عالمياً، مدعومة بتصاعد توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وسط ضبابية مستمرة حول الرسوم الجمركية الأمريكية والتوترات التجارية التي تثقل كاهل الأسواق. شهد المعدن النفيس تسجيل أعلى سعر له عند نحو 3550 دولارًا للأوقية، نتيجة تراجع اهتمام المستثمرين بالسندات الحكومية طويلة الأجل وتحولهم بشكل أكبر نحو الذهب كأصل آمن وملاذ للتحوط من المخاطر.

تتوقع الأسواق خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي المقرر يوم 17 سبتمبر، بنسبة احتمال تزيد على 90%، وفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME؛ وتشير التوقعات إلى إمكانية حدوث خفضين إضافيين على الأقل قبل نهاية العام، ما يعزز من تشبث المستثمرين بالذهب رغم عدم تحقيقه لعائد مباشر.

تأثير الأوضاع السياسية والاقتصادية على أسعار الذهب محلياً وعالمياً

يتلقى الذهب تعزيزًا إضافيًا من التوترات السياسية، خاصة بعدما ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رئيس الفيدرالي جيروم باول لتسريع خفض الفائدة، مع إثارة مخاوف واسعة عقب قرار إقالة ليزا كوك، عضو مجلس محافظي الفيدرالي، على خلفية مزاعم احتيال في ملفات الرهن العقاري، مما أضاف تساؤلات حول استقلالية البنك المركزي من التدخلات السياسية.

أيضًا، شهدت الأسواق حالة من الضبابية إثر تصريحات ترامب نية إدارته التوجه بطلب حكم عاجل إلى المحكمة العليا بخصوص قضية الرسوم الجمركية، بعد قرار محكمة الاستئناف الأخير بعدم قانونيتها، ما دفع المستثمرين للبحث عن الأمان في الذهب، معتبرينه أصلاً تحوطياً فعّالًا.

في السوق المحلية، يترقب المستثمرون انعكاسات تلك الاضطرابات العالمية على أسعار الذهب، مع توقعات باستمرار الاتجاهات التصاعدية، التي تعززها:

• السياسات الاقتصادية العالمية المتغيرة
• التوترات التجارية وتأثيرات النزاعات الدولية

مما يبث الأمل في مزيد من الاستقرار والارتفاع في المستقبل القريب.

العوامل الاقتصادية ودورها في دعم ارتفاع أسعار الذهب

تُعد العوامل الاقتصادية من أبرز الداعمين لاستمرار ارتفاع أسعار الذهب؛ إذ يواصل العجز المالي الأمريكي تزايده، مع نمو معدلات التضخم وتراجع ثقة الأسواق في قدرة البنوك المركزية على ضبط الأوضاع الاقتصادية، الأمر الذي دفع عائدات السندات للارتفاع وأثار مخاوف تتعلق باستدامة المالية العامة للحكومات.

ساعدت هذه المتغيرات على تقوية الدولار الأمريكي خاصة بعد التراجع الملحوظ للجنيه الإسترليني والين الياباني، مما حد من ارتفاعات جديدة مرتقبة في أسعار الذهب جراء حالة التشبع الشرائي المهيمنة على السوق. مع ذلك، حقق الذهب قفزة قوية بنسبة 5% خلال الأيام الستة الماضية فقط، متأثرًا بمخاوف المستثمرين حول مستقبل السياسة النقدية في الولايات المتحدة، خصوصًا في ضوء محاولات ترامب لإقالة ليزا كوك.

يتضح أن استمرار ارتفاع أسعار الذهب ينبع من تداخل عوامل متعددة بين اقتصادية وسياسية، ما يجعل المعدن الأصفر يحتل مركزًا مرموقًا كأصل استثماري فريد في مواجهة تقلبات الأسواق والتحديات المالية الدولية.