كلمة ذهبية.. محطات بارزة في مسيرة رجاء الجداوي من “دعاء الكروان” إلى أدوار مميزة في “الزعيم”

أبرز محطات رجاء الجداوي الفنية من “دعاء الكروان” إلى “الزعيم” تبرز رحلة فنانة تركت أثرًا لا يُمحى في تاريخ الفن المصري والعربي، حيث بدأت من عروض الأزياء وتألقت في عالم التمثيل، محققة شهرة واسعة وحب الجمهور بفضل شخصيتها الاستثنائية وأدوارها المتنوعة التي امتدت لأكثر من ستة عقود

البداية الفنية لرجاء الجداوي من “دعاء الكروان” وحتى التمثيل الناجح

بدأت تجربة رجاء الجداوي الفنية بعد أن انطلقت من عالم عروض الأزياء، حيث استطاعت بأسلوبها وأناقتها الفريدة أن تحصد لقب “سفيرة الأناقة” في مصر والوطن العربي، إلى جانب فوزها بلقب ملكة جمال القطن المصري عام 1958، ليكون ذلك مدخلاً مهمًا نحو عالم الفن والتمثيل؛ إذ كانت انطلاقتها السينمائية من خلال فيلم “دعاء الكروان” عام 1959 تحت إخراج الفنان الكبير هنري بركات، ذلك الفيلم الذي شكّل نقطة تحول مهمة في مسيرتها، وأطلقها نحو الشهرة الفنية التي تميزت بالتوازن بين الجمال والموهبة الحقيقية؛ ما ساعدها على بناء قاعدة جماهيرية صلبة.

مشوار رجاء الجداوي الفني من “دعاء الكروان” إلى “الزعيم”: تنوع أدورها وتألقها المسرحي

امتدت مسيرة رجاء الجداوي لأكثر من ستين عامًا، قدمت خلالها مئات الأعمال الفنية التي شملت السينما والتلفزيون والمسرح، وهي مسيرة غنية بالتنوع الذي أظهر براعتها في أداء الأدوار الدرامية والكوميدية على حد سواء؛ فمن أشهر أفلامها التي دخلت قلوب الجمهور “إشاعة حب” عام 1960 إلى جانب أساطير السينما عمر الشريف وسعاد حسني، وكذلك فيلم “ثمن الغربة” عام 1982، وفيلم “البيه البواب” عام 1987 مع النجم أحمد زكي، إضافة إلى مشاركاتها في أعمال مثل “الزمن والكلاب” و”تيمور وشفيقة” التي أظهرت قدرة كبيرة على تأدية شخصيات متعددة الألوان، أما على مستوى الدراما التلفزيونية فقد تركت أثرًا واضحًا في مسلسلات مثل “الدوامة” و”الرحايا” مع نور الشريف و”عائلة الحاج متولي” إلى جانب أعمال أخرى كـ”السندريلا” و”حكايات وبنعيشها” و”في غمضة عين”، وفي مجال المسرح، ارتبط اسمها بشكل دائم بمسرحية “الزعيم” التي قدمتها مع الزعيم عادل إمام، والذي حقق انتشارًا واسعًا واستمر عرضها لسنوات طويلة، ما جعلها محطة لا تُنسى في تاريخ المسرح المصري.

الصداقة والأناقة في حياة رجاء الجداوي من “دعاء الكروان” إلى “الزعيم”

لم تكن الإطلالة الفنية الوحيدة التي تميزت بها رجاء الجداوي، بل عرفت أيضًا بصفاتها الإنسانية والتزامها بالعمل وببساطتها وحبها لزملائها، خاصة العلاقة القوية التي جمعتها بكل من ميرفت أمين ودلال عبد العزيز، والتي امتدت لأكثر من خمسين عامًا؛ حيث بدأت صداقتها مع ميرفت أثناء تصوير فيلم “أصعب جواز” عام 1970، ثم توطدت مع انضمام دلال عبد العزيز خلال مسلسل “شقة دون سقف”، وقد وصفت رجاء هذه الصداقة بأنها نموذج فريد من العلاقات النقية في الوسط الفني يرتكز على الاحترام والخصوصية وعدم التدخل في حياة بعضهن، محافظات بذلك على التماسك رغم الصعوبات حتى رحيلها في 2020 بفعل فيروس كورونا، تلاها رحيل دلال عبد العزيز، وبقيت ميرفت أمين تحمل ذكريات صديقتي العمر بكل حُب، إلى جانب أن رجاء حملت لقب أيقونة الأناقة بفضل ذوقها الراقي الذي جمع بين البساطة والرقي، وعملت لسنوات طويلة في بيت الأزياء الخاص بالمصمم العالمي بيير كاردان، ما أضاف بعدًا مميزًا على حضورها وجعل منها مصدر إلهام لجيل كامل من النساء.

  • بداية الشهرة عبر عروض الأزياء
  • التحول إلى التمثيل عبر فيلم “دعاء الكروان”
  • تقديم أدوار متعددة في السينما والتلفزيون والمسرح
  • بناء مثلث صداقة نادر مع ميرفت أمين ودلال عبد العزيز
  • تحقيق لقب أيقونة الأناقة في مصر والعالم العربي

حظيت رجاء الجداوي بحب واحترام كبيرين بين زملائها والجمهور، نتيجة انضباطها واحترامها الدائم لكل من حولها؛ الأمر الذي جعلها قدوة لكل من يعمل في الوسط الفني، وكانت دائمًا منضبطة في مواعيد التصوير وملتزمة بقواعد العمل، ما أكسبها ثقة الجميع وتقديرهم، وتميزت بحضورها المميز في البرامج الحوارية التي تحدثت فيها عن تجاربها وإرثها الفني والإنساني، مقدمة للجيل الجديد أسس الصبر والتمسك بالقيم والإصرار على النجاح. ورحيلها المفجع إثر إصابتها بفيروس كورونا في يوليو 2020 بعد فترة علاج طويلة شكل صدمة بين الفنانين والجمهور في مصر والعالم العربي، حيث نعاه الآلاف عبر منصات التواصل، لكنها تركت إرثًا فنيًا وإنسانيًا خالدًا، ما يجعل ذكراها حية بين محبي الفن والوفاء، وستبقى رمزا للأناقة والرقي والالتزام الذي قل نظيره، سواء في أدوارها الخالدة أو في علاقاتها المميزة التي نادرًا ما تتكرر في الوسط الفني.