أيقونة الفن.. تألق رجاء الجداوي في ذكرى ميلادها وسر الأناقة الخالدة

ذكرى ميلاد رجاء الجداوي أيقونة الأناقة وسفيرة الفن المصري تحيي ذكرى فنانة خلّدت حضورها بقوة في عالم الفن المصري والعربي، حيث تميزت رجاء الجداوي بابتسامتها الساحرة وحضورها المميز الذي أسر قلوب الجماهير على مدى العقود. وُلدت في السادس من سبتمبر عام 1938 بالإسماعيلية، ونشأت داخل عائلة فنية بفضل ابنة شقيقتها الفنانة الاستعراضية تحية كاريوكا، التي كانت لها بصمة واضحة في تشكيل شخصيتها وحبها للفن.

مسيرة رجاء الجداوي أيقونة الأناقة وسفيرة الفن المصري من عارضة أزياء إلى نجمة شاشة

بدأت الفنانة رجاء الجداوي مشوارها الفني كعارضة أزياء، حيث حصدت لقب “ملكة جمال القطن المصري” عام 1958 كأول مصرية تحصل على هذا اللقب، مما فتح لها أبواب الشهرة والتميز في مجال الموضة والأناقة، حتى لقبها الإعلام بـ”سفيرة الأناقة” في مصر والعالم العربي. هذا النجاح المهني دفعها للانطلاق نحو شاشة السينما، حيث كانت بداية رحلتها السينمائية من خلال فيلم “دعاء الكروان” عام 1959 تحت إخراج هنري بركات، مما أسس لانطلاقتها في الوسط الفني وأكد موهبتها في التمثيل.

مشوار رجاء الجداوي أيقونة الأناقة وسفيرة الفن المصري وأعمالها الخالدة في السينما والمسرح والتلفزيون

امتدت مسيرة رجاء الجداوي الفنية لأكثر من ستة عقود، شاركت خلالها في مئات الأعمال التي تنوعت بين السينما والتلفزيون والمسرح، متقنة التنقل بين الأدوار الكوميدية والتراجيدية بكل احتراف. من أبرز أفلامها:

  • إشاعة حب (1960) مع عمر الشريف وسعاد حسني
  • ثمن الغربة (1982)
  • البيه البواب (1987) أمام أحمد زكي
  • الزمن والكلاب
  • تيمور وشفيقة

وعلى الصعيد الدرامي، تركت بصمة واضحة في مسلسلات مثل: “الدوامة”، “الرحايا” مع نور الشريف، “عائلة الحاج متولي”، “السندريلا”، “حكايات وبنعيشها”، و”في غمضة عين”. أما المسرح فتألق اسمها في مسرحية “الزعيم” مع عادل إمام، التي لاقت رواجاً عربياً كبيراً لسنوات.

صداقة رجاء الجداوي أيقونة الأناقة وسفيرة الفن المصري وأثرها الإنساني

لم تقتصر شهرة رجاء الجداوي على موهبتها الفنية، بل تميزت بطبيعتها الإنسانية الدافئة وطيبة قلبها، وكان لصداقة عمرها مع ميرفت أمين ودلال عبد العزيز حضور خاص في الوسط الفني. استمرت هذه الصداقة لأكثر من خمسين عاماً، ابتدأت مع ميرفت عام 1970 أثناء تصوير فيلم “أصعب جواز”، وانضمت لها دلال عبد العزيز خلال مسلسل “شقة دون سقف”. اعتبرت رجاء هذه العلاقة نموذجاً للبساطة والاحترام المتبادل والابتعاد عن التدخل في خصوصيات الآخرين، مما خلق مثلث صداقة فني نادر استمر متحداً حتى وفاة رجاء بفيروس كورونا في 2020، ثم رحيل دلال عبد العزيز في 2021، مع بقاء ميرفت أمين التي تحمل ذكرى الصديقتين.

رجاء الجداوي أيقونة الأناقة وسفيرة الفن المصري وتأثيرها الراسخ في عالم الموضة والالتزام المهني

كان لقب “أيقونة الأناقة” يليق حقاً برجاء الجداوي، فهي التي جمعت بين الذوق الرفيع والبساطة بفن راقٍ، مما جعلها مصدراً للإلهام لنساء جيل كامل في كيفية اختيار الأزياء، وذلك من خلال عملها لفترة طويلة في بيت الأزياء الشهير للمصمم بيير كاردان. لم تكن أناقتها فقط شكلية، بل كانت انعكاساً لشخصيتها المتفتحة والمحترمة التي التزمت بها في كل تفاصيل حياتها. وقد اشتهرت بانضباطها في مواعيد التصوير واحترامها لزملائها والجمهور، وهو ما أكسبها حب وتقدير الجميع. كما شاركت في العديد من البرامج الحوارية التي استعرضت من خلالها تجربتها الفنية والإنسانية، مقدمة قصص نجاح ومواعظ للحفاظ على القيم وتجاوز التحديات.

رحيل رجاء الجداوي أيقونة الأناقة وسفيرة الفن المصري وذكرياتها التي لا تزول

في يوليو 2020، ودّعت الساحة الفنية رجاء الجداوي، بعد صراع دام أكثر من 40 يوماً مع فيروس كورونا في مستشفى العزل بالإسماعيلية، وهو الحدث الذي خلف حزناً عميقاً في الوسط الفني والجمهور على حد سواء، حيث نعاه مئات من النجوم والمحبين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. رحلت رجاء الجداوي جسدياً، ولكن إرثها الفني الكبير وقيمها الإنسانية لا تزال حاضرة في الذاكرة، وستظل دائماً علامة بارزة في تاريخ الفن المصري، رمزًا للأناقة والرقي، و ركيزة للاحتراف والوفاء في عالم الفن.

الحدث التاريخ
ميلاد رجاء الجداوي 6 سبتمبر 1938
فوز بلقب ملكة جمال القطن المصري 1958
أوّل فيلم سينمائي 1959 (دعاء الكروان)
الرحيل يوليو 2020