101 عام.. سر بقاء فؤاد المهندس في ذاكرة الأجيال رغم رحيله.

101 عام على ميلاد فؤاد المهندس.. لماذا ما زال حاضرًا بيننا؟ الفنان فؤاد المهندس، المعروف بلقب “مهندس البهجة”، يحتل مكانة لا تُضاهى في تاريخ الكوميديا المصرية، لدرجة أن إرثه الفني عبر السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون لا يزال ينبض بالحياة ويُلهِم الأجيال حتى بعد مرور أكثر من عقدين على رحيله؛ ومع ذكرى ميلاده الحادية المئة وواحد في 6 سبتمبر 2025، تتجدد الحكايات والذكريات التي تجعل اسمه حاضرًا في قلوب وعقول الجميع.

لماذا ما زال فؤاد المهندس حاضرًا بيننا برؤية فنية وثقافية عميقة

يرمز فؤاد المهندس إلى مدرسة فنية متفردة جعلت منه رمزًا للكوميديا الهادفة التي تجسد الواقع وتتحاور مع هموم المجتمع، مما يفسر سبب استمرار حضوره في وجدان الناس. بدأ حياته الفنية منذ رحيله عن كلية التجارة في جامعة القاهرة حيث انضم لفريق المسرح الجامعي، تلك المنصة التي مهدت لمسيرته الفنية الاستثنائية التي شملت مختلف المنافذ الإعلامية. الجمع بين البساطة والعمق في أداء فؤاد المهندس هو ما جعل أعماله لا تزال محل متابعة وعشق دائمين، إذ تنبع المعرفة عن ثقافة شاملة ووعي اجتماعي سياسي، كما أن أعماله تحمل رسائل إنسانية تلامس القلوب.

أبرز خطوات ومسيرة فؤاد المهندس السينمائية والمسرحية التي تثبت لماذا ما زال حاضرًا بيننا

قدّم فؤاد المهندس أجيالًا من الأفلام التي تشكّل علامات فارقة في تاريخ السينما المصرية، مثل:

  • فيلم “أرض النفاق” الذي وقف فيه بجرأة لينتقد سلوكيات وتجارب المجتمع.
  • “أخطر رجل في العالم” الذي مزج بين الكوميديا والإثارة بأسلوبٍ فريد.
  • “اعترافات زوج” الذي تناول العلاقات الأسرية برؤية منفتحة.
  • واحد من أشهر أفلام الستينات “العتبة جزاز”.

كما تعاون مع عمالقة الفن مثل عبد الحليم حافظ في “معبودة الجماهير”، وشارك في “عائلة زيزي” مع نجوم شباب، وأثبت مرونته وقدرته على مواكبة التغيرات الفنية في دوره بفيلم “البيه البواب” مع أحمد زكي في الثمانينات. في المسرح الذي كان مملکته، أبدع في أعمال خالدة كـ”سيدتي الجميلة” و”سك على بناتك”، حيث لعب دورًا محوريًا في إعادة تعريف الكوميديا المسرحية المصرية، معتمداً على روح مرحة وذكاء فذّ في تقديم النصوص التي حملت كوميديا إنسانية عميقة.

كيف حفرت إفيهات فؤاد المهندس و”كلمتين وبس” في وعي الجماهير ولماذا ما زال حاضرًا بيننا؟

لم يتوقف حضوره عند الشاشة واللوحة الفنية، بل امتد إلى الإذاعة من خلال برنامجه الشهير “كلمتين وبس”، الذي تناول قضايا اجتماعية بأسلوب ساخر، وكانت جملته الخالدة “مش كده ولا إيه؟” محور حديث الناس وانتشرت كأيقونة تعبيرية. إضافة إلى ذلك، أطلق فؤاد المهندس العديد من الإفيهات التي تحولت إلى أمثال شعبية متداولة، مثل:

  • «المكنة طلّعت قماش» من فيلم “عائلة زيزي”.
  • «سك على بناتك لكن اعطيهم المفتاح» من المسرحية التي تحمل نفس الاسم.
  • «كنت سيبيه يمسكها يا فوزية» التي صارت من عبارات الثقافة الشعبية.

النقاد يرون فيه أكثر من مجرد ممثل كوميدي؛ فالدكتور وليد الخشاب أشار إلى أنه “رمز للبهجة ووجه من وجوه التحرر الوطني”؛ أما أحمد سعد الدين فرأى فيه “أستاذًا كبيرًا وصانعًا للنجوم”، مشددًا على أن فنه يدمج الضحك مع رسائل اجتماعية وإنسانية عميقة. كما يُعتبر فؤاد المهندس امتدادًا طبيعيًا للفنان نجيب الريحاني، لكنه وضع قواعد مميزة ضمن مدرسته الخاصة التي أنتجت نجومًا كبارًا مثل عادل إمام وشيريهان ومحمد أبو الحسن. هذا الإرث الفني الغني، الذي لا يزال ينبض في ذاكرة الجمهور، هو سبب استمرار بقاء فؤاد المهندس حاضرًا بيننا، حيث جسّد الكوميديا التي تعكس واقع المجتمع وتبث الأمل والفرح في آن واحد.

الفئة أمثلة من أعمال فؤاد المهندس
الأفلام السينمائية أرض النفاق، أخطر رجل في العالم، العتبة جزاز، البيه البواب
المسرحيات سيدتي الجميلة، سك على بناتك، هالة حبيبتي، علشان خاطر عيونك
الإذاعة والبرامج كلمتين وبس

فؤاد المهندس في ذاكرة الجمھور يظل رمزاً للبهجة وروح الفكاهة التي لا تذھب، رغم مرور سنوات عديدة على رحيله عام 2006؛ فمحبوه لا يزالون يشاهدون أعماله ويتداولون مقاطع من مسرحياته وأفلامه على شتى المنصات، حيث يرسخ فيهم معنى الكوميديا التي تجمع بين الترفيه والرسائل الاجتماعية والسياسية، ليكون جنبا إلى جنب مع تأثير الفن على الوعي وصناعة النجوم، ولا تزال جملته الشهيرة «مش كده ولا إيه؟» تشكل عنوان الابتسامة التي لا تنطفئ عبر الزمن.