تغيير جذري.. كيف قلب مرض السرطان حياة أمل حجازي بين الفن والدين؟

أمل حجازي بين الفن والإيمان: كيف غير السرطان مسار حياتها؟ هذه التجربة الفريدة التي مرت بها الفنانة اللبنانية شكلت منعطفًا جوهريًا في حياتها، حيث لم تقتصر قصتها على النجاحات الفنية فقط بل امتدت لتشمل مسيرة تحولات داخلية عميقة؛ من اكتشافها لمرض السرطان إلى قراراتها الجريئة باعتزال الفن وارتداء الحجاب ثم خلعه، لتظل واحدة من أبرز الوجوه التي جمعت بين التحدي والروحانية في العالم العربي.

أمل حجازي بين الفن والإيمان: انطلاقة فنية تستحق التوقف عندها

وُلدت أمل حجازي في بيروت عام 1977، وبدأت رحلتها الغنائية في أواخر تسعينيات القرن الماضي، حيث سرعان ما انتقلت من مطربة صاعدة إلى أيقونة غنائية بفضل صوتها الدافئ وعذب الأداء. أثرت أمل الساحة الفنية بمجموعة من الأغاني التي احتلت القلوب مثل “زمان”، و”عالسطح”، و”روحي وياك”، لتثبت حضورها القوي في لبنان والعالم العربي مع بداية الألفية الجديدة. خلال تلك المرحلة، شاركت أمل في العديد من الاحتفالات والمهرجانات الكبرى، وحصلت على جوائز فنية جعلت منها رمزًا للجيل الجديد الذي مزج بين الرومانسية والإيقاعات العصرية، مما عزز ارتباط الجمهور بها وجعل اسمها علامة لا تنسى في الغناء العربي. تجسد قصة أمل هنا الجانب الفني الذي لم يكن منفصلًا عن الإيمان، حيث شكلت تجربتها مع السرطان المحور الأساس في تحوّلها الشخصي والفني.

تجربة السرطان وكيف غيرت أمل حجازي مسار حياتها بين الفن والإيمان

قبل نحو عقد من الزمن، واجهت أمل حجازي تحديًا جسديًا ونفسيًا كبيرًا عندما عرف مرض السرطان طريقه إلى حياتها. رغم قسوة المرض، أظهرت أمل عزيمة لا تلين وتحديًا فريدًا بالمرور عبر مراحل العلاج المختلفة حتى تم شفاؤها. تصف أمل تلك اللحظة الفارقة بأنها كانت نقطة تحول عميقة جعلتها تقترب أكثر من ذاتها وروحانيتها، وتفتح أمامها طريقًا جديدًا للتفكير في صحة النفس والجسد وأهميتهما في حياة الإنسان. كما شددت على أهمية الفحص الدوري، وقالت إنها اكتشفت مرضها بفضل فحوصاتها السنوية، والتي كانت سببًا رئيسًا في إنقاذها. هذه التجربة الإنسانية والفنية معًا جعلت أمل حجازي بين الفن والإيمان مثالًا على القوة التي تنبع من الإرادة والصمود في مواجهة المحن.

أمل حجازي بين الفن والإيمان: قرار الاعتزال والحجاب إلى خلع الحجاب والجدل الواسع

في عام 2017، وبعد رحلة طويلة من النجاحات الفنية والتحديات الشخصية، أعلن قرار أمل حجازي اعتزال الفن وارتداء الحجاب؛ قرار وصفه البعض بالشجاع بينما اعتبره آخرون خسارة كبيرة للفن العربي. أوضحت أمل أن القرار جاء بعد تحولات داخلية عميقة ورغبة في قرب أكبر من الله بعيدًا عن ضوضاء الشهرة. ومع مرور السنوات، جاء القرار المفاجئ بخلع الحجاب في حوار صحفي مع الإعلامية نضال الأحمدية، حيث أكدت أن الدين الحقيقي ينبع من القلب السليم والعمل الصالح وليس المظاهر الخارجية. قالت: “ربنا الذي يطلب منا القلب السليم ومساعدة الآخرين، ولو كان يريد تغطية الشعر لقال ذلك بوضوح في كتابه”، مشددة على أن احترامها لجميع المحجبات لم يتغير، ولكن الحجاب لم يعد يمثل راحتها النفسية. رغم كل هذا الجدل، بقيت أمل محافظة على قيمها الروحية من خلال الصلاة وقراءة القرآن يوميًا، مؤمنة بأن المسار الإنساني للفنان يكون أقوى عندما يلتزم بقناعاته الداخلية ويتحلى بالشفافية مع جمهوره.

  • مسيرة فنية مميزة شكلت أساس شخصيتها
  • تجربة مرض السرطان التي غيرت وجهة نظرها نحو الحياة
  • القرارات الشخصية بين ارتداء وخلع الحجاب التي أثرت على علاقتها بالجمهور

كيف أثرت قرارات أمل حجازي على علاقتها بالجمهور وحضورها الإنساني؟

القرارات التي اتخذتها أمل حجازي، سواء اعتزالها الفن وارتداؤها الحجاب أو قرارها بخلعه لاحقًا، أوجدت نقاشًا واسعًا بين مؤيد ومعارض. بعض جمهورها اعتبر هذه الخطوات تجسيدًا لحرية الاختيار التي يجب احترامها، بينما شعر آخرون بخيبة أمل نظراً للارتباط العاطفي الذي بنوه مع صورة الفنانة المعتزلة. مع ذلك، لم ينقطع التواصل بين أمل وجمهورها، حيث ظل اسمها حاضرًا بقوة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يعكس متانة العلاقة التي تربطها بجمهورها رغم غيابها عن الساحة الفنية. أما الجانب الإنساني، فقد كان نقطة مضيئة أخرى في حياة أمل؛ فهي ممن تولي أهمية بالغة للمبادرات الخيرية ودعم المحتاجين، بالإضافة إلى نشر التوعية بأهمية الصحة النفسية والكشف المبكر عن الأمراض. تجربة أمل مع السرطان جعلتها أكثر حساسية تجاه معاناة الآخرين، وألهمتها لتكون صوتًا داعمًا لهم.

الجانب التفصيل
الفن أغاني ناجحة وجوائز فنية عديدة
الإيمان قرارات الحجاب والاعتزال والخلع مع الحفاظ على القيم الدينية
الجانب الإنساني المشاركة في أعمال خيرية والتوعية الصحية

تجسد مسيرة أمل حجازي بين الفن والإيمان قصة امرأة قوية تمكنت من تخطي التحديات وصياغة عالمها الخاص؛ من أضواء الشهرة إلى لحظات التأمل والروحانية، ومن مسافة مرض السرطان إلى قرارات شجاعة تجاه الذات والقناعات الشخصية. تُعلمنا أمل أن السعادة الحقيقية تنبع من راحة البال والصدق مع النفس، وأن رحلة الحياة قد تأخذنا عبر مراحل مختلفة تتطلب منا المرونة والإيمان للتمسك بالمبادئ مهما اختلفت الظروف. يبقى اسم أمل حجازي علامة مميزة في تاريخ الغناء العربي، ورسالة متجددة عن قوة الإرادة والتجديد الروحي المستمر في رحلة الإنسان بين الفن والإيمان.