استقالة مفاجئة.. الين الياباني يواصل تراجعه الحاد بعد خروج رئيس الوزراء إيشيبا

انخفاض الين بعد استقالة رئيس الوزراء الياباني وتأثير ضعف بيانات الوظائف الأمريكية على توقعات خفض الفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي كان محور تحركات أسواق العملات العالمية مؤخراً، حيث شهدت العملة اليابانية تراجعاً واضحاً، بينما استمر الدولار في خسائره على خلفية ضعف بيانات سوق العمل الأمريكي مما زاد من احتمالات تخفيف السياسة النقدية خلال الشهر الحالي.

تراجع الين وتأثير استقالة رئيس الوزراء الياباني على الأسواق المالية

بعد إعلان رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا استقالته يوم الأحد، دخل الاقتصاد الياباني، رابع أكبر اقتصاد في العالم، مرحلة من عدم اليقين السياسي الذي أثار قلق المستثمرين، ما انعكس بشكل واضح في أداء الين، حيث انخفض صباح الاثنين بنسبة 0.7% مقابل الدولار ليصل إلى 148.43، كما تراجع بنحو 0.5% مقابل اليورو والجنيه الإسترليني إلى مستويات 173.77 و200.15 على التوالي؛ ويُعتقد أن هذه التراجعات تنبع من المخاوف بشأن تغير السياسات المالية والنقدية بظل غياب قيادة واضحة، إذ يعكف المستثمرون على تقييم من سيخلف إيشيبا في منصبه.

توقعات السياسة النقدية في اليابان وسط حالة الاضطراب وغياب القيادة الواضحة

تتركز الأنظار على مدى تحرك بنك اليابان وقراره القادم، خصوصاً أن المرشح المحتمل لخلافة إيشيبا، سانا إي تاكا إتشي، يدعو إلى سياسات مالية أكثر ليونة وينتقد رفع أسعار الفائدة؛ ويؤكد هيروفومي سوزوكي، كبير استراتيجيي العملات في SMBC بطوكيو، أن احتمالات رفع سعر الفائدة في سبتمبر ضعيفة، وأن السوق ستنتظر حتى أكتوبر لتحديد الاتجاه بناءً على قرار رئيس الوزراء الجديد، مما يعزز استمرار حالة عدم الاستقرار؛ ويضيف شارو تشانانا من ساكسو أن نقص الأغلبية الواضحة لحزب الليبرالي الديمقراطي يزيد من الحذر لدى المستثمرين، حيث سيستمر تقلب الين والسندات والأسهم في ظل تأجيل الحسم، كل ذلك أدى إلى ارتفاع تاريخي في عوائد السندات الحكومية طويلة الأجل خلال الأسبوع الماضي.

تأثير ضعف بيانات الوظائف الأمريكية على توقعات خفض الفائدة واستقرار الدولار

في الوقت نفسه، أظهر تقرير الوظائف الأمريكية خارج القطاع الزراعي تراجعاً حاداً في النمو وظل معدل البطالة يرتفع ليصل إلى 4.3%، وهو الأعلى خلال أربع سنوات، مما دفع الدولار إلى التعافي الجزئي من خسائره بفضل ضعف الين؛ ونتج عن هذه البيانات ارتفاع توقعات المستثمرين إلى احتمال تنفيذ تخفيض فائدة بنحو 50 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي نهاية الشهر، كما قفزت التوقعات إلى 8% مقابل صفر الأسبوع الماضي، وفقاً لأداة FedWatch؛ وأثر ذلك على العملات الأخرى مثل الجنيه الإسترليني واليورو اللذين انخفضا بعد تحقيقهما مكاسب يوم الجمعة.

  • تراجع الين مقابل الدولار بنسبة 0.7% ليصل إلى 148.43
  • انخفاض الين مقابل اليورو والجنيه الإسترليني بنسبة تزيد على 0.5%
  • ارتفاع معدل البطالة الأمريكية إلى 4.3%
  • زيادة توقعات خفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى 50 نقطة أساس
العملة مستوى التراجع
الين مقابل الدولار الأمريكي 0.7%
الين مقابل اليورو 0.5%
الين مقابل الجنيه الإسترليني 0.5%
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار 0.14%
اليورو مقابل الدولار 0.13%

حتى مع استقرار مؤشر الدولار عند 97.88 مؤخراً، تستمر التحديات أمام الأسواق وسط تصويت عدم الثقة المتوقع لرئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، وهو ما قد يعمق الأزمة السياسية في ثاني أكبر اقتصاد بالاتحاد الأوروبي؛ وفي السياق ذاته، يشير خبراء باركليز إلى تأكيد خفض سعر الفائدة في اجتماع سبتمبر بنسبة 25 نقطة أساس، مع توقع خفض إضافي مماثل في أكتوبر، بينما يظل خفض ديسمبر غير مؤكد، بما يعكس توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو تخفيف السياسة النقدية لمواجهة تباطؤ سوق العمل؛ وعلاوة على ذلك، دعت إدارة ترامب، عبر وزير الخزانة سكوت بيسنت، إلى إعادة تقييم دور البنك المركزي وصلاحياته في تحديد معدلات الفائدة، ما يضيف مزيداً من الضغوط على المشهد الاقتصادي العالمي في الوقت الراهن.