ارتفاع الدولار.. تأثير صادم على الاقتصاد العراقي وأسعار السلع الأساسية

الدولار مقابل الدينار العراقي يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في السوق المحلية اليوم الثلاثاء؛ حيث ارتفعت أسعار صرف الدولار الأمريكي بشكل واضح مع افتتاح بورصتي الكفاح والحارثية، مسجلة مستوى 143.350 دينارا لكل 100 دولار، وهو ما يعكس تحركات سعرية كبرى في الأسواق المحلية رغم السياسات الحكومية السابقة.

تطور أسعار صرف الدولار مقابل الدينار العراقي في الأسواق المحلية

في بداية تعاملات اليوم، شهدت أسعار صرف الدولار مقابل الدينار العراقي ارتفاعاً ملموساً على خلفية نشاط كبير في بورصتي الكفاح والحارثية، حيث وصلت القيمة إلى 143.350 دينارا لكل 100 دولار، ما يعكس تذبذباً في قيمة العملة المحلية أمام الدولار. وأسهم هذا الارتفاع في زيادة أسعار البيع والشراء في محال الصيرفة، حيث بلغ سعر البيع 144.250 دينارا، مقابل سعر شراء وصل إلى 142.250 دينارا لكل 100 دولار، ما شكل فجوة سعرية تشير إلى حالة من عدم الاستقرار النسبي في السوق.

تأثير قرار مجلس الوزراء وتعديل سعر الدولار على السوق المحلية

كان مجلس الوزراء قد أقر منذ فبراير 2022 تعديل سعر صرف الدولار إلى 1320 دينارا للدولار الواحد، وهو القرار الذي كان يهدف إلى توحيد سعر الصرف والسيطرة على الأسواق الموازية. لكن رغم هذا التعديل الرسمي، استمرت أسعار صرف الدولار مقابل الدينار العراقي في التحرك بشكل متقلب في الأسواق المحلية، بحيث لم تتمكن السياسات المتبعة من تحقيق الاستقرار المطلوب. يُظهر هذا القرار الحكومي رغم أهميته، محدودية تأثيره المباشر على السوق الفعلية التي تتأثر بعوامل متعددة تتجاوز التثبيت الرسمي.

دور البنك المركزي ومنصة “سويفت” في استقرار سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي

مع بدأ البنك المركزي العراقي في استخدام المنصة الإلكترونية ونظام التحويل المالي الدولي “سويفت” (SWIFT)، توقع البعض أن يشهد سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي استقراراً أو تحسناً في الأسواق المحلية؛ إلا أن هذه التوقعات لم تترجم إلى واقع عملي بعد. وعلى الرغم من محاولات الحكومة والبنك المركزي للحد من تقلبات السعر في الأسواق الموازية، بقيت أسعار صرف الدولار متذبذبة ومتغيرة بفعل عوامل عدة. في هذا السياق، يمكن استعراض العوامل التي تحول دون استقرار سعر الصرف:

• نقص السيولة في السوق الرسمية مقارنة بالموازية
• تأثير المضاربات والعوامل الجيوسياسية محلياً وإقليمياً
• التغيرات في السياسات المالية والاقتصادية الحكومية
• تأخر تطبيق بعض الإجراءات التنظيمية والرقابية على عمليات الصرف

يُعد استمرار ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار العراقي اليوم مؤشرًا على التحديات المستمرة التي تواجهها السياسات النقدية في تحقيق توازن حقيقي في الأسواق المحلية؛ إذ يظل الدولار هو العملة المرجعية الأكثر تداولًا وتأثيرًا على الاقتصاد العراقي في ظل عدم استقرار سعر صرف الدينار ومحدودية العوامل التي تدعم التوازن المالي.