اختلافات غير متوقعة.. ماذا يكشف فجوة سعر الذهب بين السوق العالمي والمحلي؟

لماذا لم يرتفع سعر الذهب في السوق المحلي بنفس قيمة زيادته عالميًا؟ هذا السؤال يشكل محور اهتمام واسع في الأوساط الاقتصادية، حيث تتأثر حركة أسعار الذهب بمجموعة من العوامل المحلية والعالمية المتشابكة مثل قوى العرض والطلب، معدلات التضخم، والسياسات النقدية للدول، بالإضافة إلى تأثير سعر الدولار الذي يلعب دورًا مباشرًا في تحديد قيمة الذهب بالسوق المحلي، مما ينتج عنه فروقات ملحوظة بين الأسعار العالمية والمحلية. لذا، من الضروري متابعة هذه العوامل لفهم عدم التناسب في زيادة الأسعار وكيف يمكن لذلك أن يؤثر على قرارات المستثمرين والمستهلكين مستقبلًا

لماذا لم يرتفع سعر الذهب في السوق المحلي بنفس قيمة زيادته عالميًا رغم الارتفاعات القياسية؟

شهد سعر الذهب عالميًا ارتفاعات متتالية في الأيام الماضية، حيث سجلت الأوقية مستوى قياسيًا عند 3646 دولارًا بحسب بيانات وكالة بلومبرج، متجاوزة حاجز 3600 دولار للمرة الأولى في التاريخ الحديث، إلا أن زيادة سعر الذهب في السوق المحلي لم تواكب هذا الارتفاع الملحوظ، حيث سجل جرام الذهب عيار 24 نحو 5472 جنيهًا، وهو رقم لا يعكس مدى صعود الأسعار عالميًا بالشكل الكامل؛ مما يطرح تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى هذا التفاوت بين السوقين.

العوامل الحاسمة التي تحدد لماذا لم يرتفع سعر الذهب في السوق المحلي بنفس قيمة زيادته عالميًا

راجعت أسعار الذهب العالمية ارتفاعها لتصل إلى 3646 دولارًا للأوقية، بزيادة مقدارها 115 دولارًا، وهو ما يعادل حوالي 5520 جنيهًا في السوق المحلي، إلا أن سعر جرام الذهب عيار 24 ارتفع فقط إلى 5600 جنيه بزيادة تصل إلى 128 جنيهًا، ما يوضح عدم التناسب في الأسعار بين الأسواق العالمية والمحلية. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل رئيسية:

• تراجع سعر الدولار في السوق المحلية، الذي يؤثر بشكل مباشر على تسعير الذهب في مصر
• زيادة المعروض من الذهب نتيجة إقبال المواطنين على البيع أكثر من الشراء، ما يضغط على الأسعار

يؤكد هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية، أن السبب الأبرز خلف عدم ارتفاع أسعار الذهب محليًا هو الانخفاض المفاجئ لسعر الدولار أمام الجنيه في البنوك، حيث هبط سعر الدولار إلى أدنى مستوى له خلال أكثر من عام، مسجلًا 47.95 جنيه للشراء، قبل أن يشهد ارتفاعًا طفيفًا إلى 48.08 جنيه.

كيف تؤثر معادلة تسعير الذهب على لماذا لم يرتفع سعر الذهب في السوق المحلي بنفس قيمة زيادته عالميًا؟

يوضح هاني ميلاد أن تسعير الذهب في السوق المصري يعتمد بشكل أساسي على محورين هما سعر الأوقية في الأسواق العالمية وسعر صرف الدولار أمام الجنيه، وأي تغير في أحد هذين المتغيرين ينعكس مباشرة على تكلفة الذهب بالسوق المحلية. ويشارك سيد زكريا، أمين اللجنة النقابية لصياغة الذهب، هذا الرأي مؤكدًا أن تراجع سعر الدولار كان له الدور الأكبر في استقرار الأسعار المحلية رغم الصعود الدولي الكبير.
بالإضافة إلى ذلك، يلفت نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب سابقًا، الانتباه إلى عامل ضعف القوة الشرائية للمستهلكين الذين يعانون من نقص السيولة، الأمر الذي يقلل الطلب المحلي ويعمل كحاجز يمنع ارتفاع أسعار الذهب بالرغم من ارتفاعاته العالمية.

هذه العوامل مجتمعة تساعد في تفسير لماذا لم يرتفع سعر الذهب في السوق المحلي بنفس قيمة زيادته عالميًا، وتبرز أهمية متابعة المؤشرات الاقتصادية لتحليل الوضع الحالي واتخاذ القرارات الأفضل سواء بالنسبة للمستثمرين أو المستهلكين.