هبوط مفاجئ.. الذهب يتراجع بسبب صعود الدولار الأمريكي في الأسواق

أسعار الذهب تواجه ضغوطًا متزايدة مع تباطؤ التيسير النقدي وتراجع احتمالات خفض الفائدة الأمريكية في أكتوبر، مما يؤثر بشكل مباشر على تحركات السوق وقرارات المستثمرين خلال الفترة الراهنة.

تأثير استمرار نشاط عمليات التصحيح وجني الأرباح على أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب في السوق الأوروبية تراجعًا يوم الجمعة، مواصلةً السير في المنطقة السلبية لليوم الثالث على التوالي، مبتعدةً بشكل ملحوظ عن أعلى مستوى لها على الإطلاق. جاء هذا التراجع وسط نشاط متزايد لعمليات التصحيح وجني الأرباح بين المستثمرين، بالإضافة إلى الضغط الناتج عن ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي في سوق العملات الأجنبية. فقد انخفضت أسعار الذهب اليوم بنسبة 0.35% لتصل إلى 3,632.33 دولارًا للأونصة، من مستوى افتتاح عند 3,644.29 دولارًا، وسجل المعدن النفيس أعلى مستوى عند 3,657.40 دولارًا. أما في جلسة الخميس، فقدت الأسعار 0.45%، مذيلة ثاني خسارة يومية متتالية، مع استمرار نشاط جني الأرباح من أعلى مستوى تاريخي عند 3,707.65 دولارًا للأونصة. ومع أن عمليات البيع هدفت إلى حجز الأرباح، فإن ارتفاع الدولار الأمريكي عقب صدور بيانات اقتصادية إيجابية في الولايات المتحدة ساهم أيضًا في تأجيج الضغط على أسعار الذهب.

الاحتياطي الفيدرالي ونهجه الحذر في التيسير النقدي وتأثيره على أسعار الذهب

طبقا للتوقعات، قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، لتصل إلى 4.25%، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2022، بعد خمسة اجتماعات من تثبيت الفائدة. جاء هذا القرار بموافقة غالبية أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، فيما تميز موقف عضو واحد، ستيفن ميران، الذي كان يفضل خفضًا أكبر بمقدار 50 نقطة أساس. وأشار الاحتياطي الفيدرالي في تحديثه لبيان السياسة النقدية إلى تباطؤ واضح في نمو الوظائف خلال الأشهر الأخيرة، مع مراجعات هبوطية لبيانات التوظيف السابقة، مما يعكس تراجع الزخم وارتفاع المخاطر في سوق العمل. رغم ذلك، أكد البنك المركزي أن التضخم لا يزال فوق الهدف المحدد عند 2%، مضيفًا أن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب ترفع من الضغوط السعرية. وفي التوقعات الاقتصادية الفصلية، خفّض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة المستهدف لعام 2025 من 4.0% إلى 3.75%، ولعام 2026 من 3.5% إلى 3.25%، ولعام 2027 من 3.25% إلى 3.0%. وصف رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خفض سعر الفائدة بأنه إجراء ضروري لإدارة المخاطر الناتجة عن ضعف سوق العمل، مشيرًا إلى حالة من “التقلب” في توقعات أسعار الفائدة. وأكد باول عدم وجود حاجة للتحرك السريع بخفض إضافي، موضحًا أن السياسة النقدية ستظل معتمدة على معطيات الاقتصاد والتطورات في التضخم والنمو.

تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في أكتوبر وتوقعات الأداء المستقبلي للذهب

يوضح متوسط توقعات الاحتياطي الفيدرالي توجهًا نحو تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة بنحو 50 نقطة أساس خلال عام 2025، مع توقع تنفيذ خفض واحد بقيمة 25 نقطة أساس في 2025، وخفض مماثل في 2026. إلا أن بيانات أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME تظهر انخفاض احتمالات خفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس في اجتماع أكتوبر من 100% إلى 87%، مع تراجع توقعات خفض 50 نقطة أساس من 3% إلى 1%، فيما ارتفعت احتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير من 0% إلى 13%. وعلق محلل السوق في كابيتال دوت كوم، كايل رودا، على الحالة النفسية للسوق بقوله إن المعنويات ما زالت إيجابية لكنها فقدت بعض الزخم، مشيرًا إلى أن الاحتياطي الفيدرالي لم يقدم التوجيهات المتوقعة للتيسير النقدي التي تدفع الذهب إلى مستويات أعلى. وأضاف رودا أن توقعات حدوث خفضين إضافيين خلال العام كانت محفزة، لكن التوقعات بخفض واحد فقط في 2026 كانت أعلى من تسعير السوق، مما تسبب في ارتفاع العوائد وقوة الدولار. من ناحية أخرى، شهدت حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب، استقرارًا إلى حد كبير عند 975.66 طن متري، وهو أدنى مستوى منذ 12 سبتمبر الجاري.

• تراجع أسعار الذهب بسبب نشاط جني الأرباح والتصحيح الفني في السوق
• الاحتياطي الفيدرالي يتخذ نهجًا حذرًا في خفض الفائدة دون تقديم إشارات للتيسير النقدي السريع
• ارتفاع الدولار الأمريكي يزيد الضغط على أسعار الذهب ويقلل من جاذبيته
• تراجع احتمالات خفض الفائدة خلال اجتماع أكتوبر مؤشر على تقلبات في توقعات الأسواق