9 مراحل.. تفاصيل مسيرة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ التعليمية والشرعية من معهد إمام الدعوة حتى مفتي عام المملكة

الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ومسيرته التعليمية والشرعية من معهد إمام الدعوة إلى منصب مفتي عام المملكة كانت نموذجًا متميزًا في التفاني والعلم الشرعي؛ حيث بدأ حياته بتلقي العلوم في معهد إمام الدعوة، وتميز بإرادته الصلبة وإسهاماته الدينية الكبيرة التي استمرت حتى توليه منصب المفتي العام للمملكة، مقدماً فتاوى توائم بين الشريعة وواقع المجتمع.

مسيرة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ التعليمية والشرعية في معهد إمام الدعوة وتدرجه العلمي

بدأ الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ حياته العلمية في معهد إمام الدعوة بالرياض عام 1374هـ، بعد نشأته في بيئة دينية منذ عام 1362هـ (1943م) في العاصمة. رغم فقدانه للبصر في العشرينات، أصر على مواصلة طلب العلم الشريف، حيث درس على يد علماء كبار منهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ عبدالعزيز بن باز. استكمل دراسته في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصل على الليسانس في العلوم الشرعية واللغة العربية عام 1384هـ، وبدأ مسيرته كمعلم في معهد إمام الدعوة حتى عام 1392هـ، قبل أن ينتقل إلى كلية الشريعة بالرياض. هذا التعلم المتواصل والتفوق في العلوم الشرعية شكّل الأساس الذي أهل الشيخ لتولي أرفع المناصب الدينية في المملكة، بما في ذلك كونه مفتيًا عامًا.

المناصب الشرعية الرسمية ومسيرة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حتى منصب المفتي العام

شهدت مسيرة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ عددًا من المناصب الشرعية الرائدة، حيث كان إمامًا وخطيبًا لمسجد نمرة بعرفة عام 1402هـ، وهو أحد أشهر خطباء المسجد، ثم أصبح عضوًا في هيئة كبار العلماء عام 1407هـ، وعضوًا متفرغًا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء منذ 1412هـ، ثم نائبًا للمفتي العام عام 1416هـ. امتدت هذه الخبرة والجهود حتى عين في 29/1/1420هـ (مايو 1999م) ثالث مفتي عام للمملكة خلفًا للشيخ عبدالعزيز بن باز، وظل في هذا المنصب حتى وافته المنية، كما أدار خطب جامع الإمام تركي بن عبدالله الكبير بالعاصمة الرياض. هذا التدرج المهني أثبت قدرة الشيخ على الفتوى والحكم الشرعي عبر عقود طويلة من الخدمة الدينية.

إسهامات الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ العلمية والشرعية وتأثيرها في المجتمع السعودي

ترك الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ارثًا علميًا واسعًا، حيث ألف كتبًا ومجموعات فتاوى تناولت العقائد وأحكام الحلال والحرام، واضعًا منهجًا لتحقيق التوازن بين النصوص الشرعية وواقع الحياة المعاصرة. ترأس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، مما أتاح له توسيع نطاق الدعوة الإسلامية عالميًا. ومن أبرز فتاواه المعروفة: جواز زواج المسيار بشرط موافقة الزوجة ورضاها، تحريم الألعاب الإلكترونية التي تحتوي عنفًا أو مخالفات شرعية، التحذير من العمليات الإرهابية والتفجيرات الانتحارية، استخدام بطاقات الائتمان مع الالتزام بالسداد، وتحريم الاحتفال بأعياد غير إسلامية مثل عيد الحب وعيد رأس السنة.

• إجازة زواج المسيار بشروط واضحة
• تحريم الألعاب الإلكترونية ذات المحتوى الضار
• رفض العمليات الإرهابية بشكل حاسم
• استخدام آمن لبطاقات الائتمان بلا ربا
• التمسك بالأعياد الإسلامية باعتبارها الهوية الدينية

كانت فتاواه مرجعًا أساسيًا يعزز الجهود الرسمية في التصدي للممارسات المخالفة للشريعة، كما قدّمت حلولًا واقعية لمواجهة تحديات العصر. هذه المسيرة جعلت من الشيخ عبدالعزيز رمزًا للحكمة والوسطية في العالم الإسلامي، مساهمًا بفعالية في التعليم الشرعي والدعوة الإسلامية رغم تحديات فقدان البصر. رحيله يشكل فقدانًا كبيرًا للمجتمع السعودي والعالم الإسلامي، حيث جمع بين الخبرة الشرعية وروح العمل الدؤوب لخدمة الدين والوطن.