قفزة قياسية.. الذهب في اليمن يصل إلى 28 ألف ريال ويثير قلق المدخرات

ارتفاع أسعار الذهب في اليمن إلى مستويات غير مسبوقة وضع آلاف الأسر أمام تحديات اقتصادية حقيقية، حيث وصل سعر جرام الذهب عيار 24 إلى 28,798 ريال يمني، وهو مبلغ يعادل راتب موظف بسيط لأسبوع كامل في بعض المناطق، ما يجعل حلم امتلاك الذهب بعيد المنال للكثيرين ويزيد من معاناة المدخرين الذين يرون أموالهم تتلاشى بسرعة.

تداعيات ارتفاع أسعار الذهب في اليمن على الأسر والاقتصاد المحلي

في ظل ارتفاع أسعار الذهب في اليمن، تحولت محلات الصاغة من أماكن حيوية إلى واجهات مهجورة يملؤها الصمت، فيما يصدم الزبائن بأرقام فلكية على لوحات الأسعار، تصل إلى 895,747 ريال للأونصة الواحدة، وهذا المبلغ يساوي القدرة على شراء سيارة أو دفع إيجار منزل لعام كامل في اليمن. أم أحمد من صنعاء تعبر عن ألمها بتفاصيل بسيطة: كانت تتمنى شراء أقراط لابنتها بمناسبة النجاح، لكنها اليوم ترى هذا الحلم مستحيلًا. من جهته، يشير تاجر الذهب محمد الحداد في عدن إلى أن «الوضع أصبح كارثيًا» مع هذه الأسعار المرتفعة التي أدت إلى تراجع الطلب بشدة.

أسباب الارتفاع الصادم وأساليب التعامل مع أسعار الذهب في اليمن

هذا الارتفاع الصاعق في أسعار الذهب في اليمن ليس وليد اللحظة، بل نتاج سلسلة من العوامل الاقتصادية والسياسية المحلية والعالمية التي انفجرت دفعة واحدة، من بينها ضعف الريال اليمني، وتوترات الأسواق العالمية، بالإضافة إلى قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. هذه العوامل شكلت خليطًا مثاليًا لمعاناة اليمنيين الذين رأوا في الذهب ملاذًا آمنًا، لكن الأزمة الحالية تفوق تعقيدًا ما حدث في 2008، كما يحذر الخبير الاقتصادي د. عبدالله المنصوري بقوله: «نتوقع مزيدًا من التقلبات العنيفة، واليمنيون في مرمى النيران».

• ضعف القوة الشرائية للريال اليمني
• التوترات الاقتصادية العالمية
• تداعيات قرارات الفيدرالي الأمريكي
• أزمة اقتصادية محلية مستمرة

في نفس الوقت، المواطن العادي الذي كان يحلم بشراء خاتم أو هدية بسيطة ذهبية لعائلته، بات الاحتفاظ بهذا الحلم أمرًا صعبًا للغاية، كما توضح المغتربة فاطمة صالح من السعودية، التي تتابع السعر يوميًا بقلق كبير، وتتساءل كيف ترسل هدايا ذهبية لأمها في ظل ارتفاع الأسعار. يتجلى هذا الواقع أيضًا في موجة العزوف عن شراء الذهب، وتأجيل حفلات الزواج، واللجوء إلى بدائل للحفاظ على المدخرات، وسط تفاقم الانقسام بين من يرون البيع الآن فرصة والاستفادة من الأسعار المرتفعة، وبين من يفضل الانتظار أملاً في استقرار الأسواق.

كيف يعكس ارتفاع أسعار الذهب في اليمن الأزمة الاقتصادية الحالية ومستقبل المعدن الثمين؟

لم يعد الذهب مجرد معدن ثمين في اليمن، بل تحول إلى علامة بارزة تشهد بعمق الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد، حيث يشكل ارتفاع سعر جرام الذهب عيار 24 تحديًا يثير قلق ملايين المواطنين الذين يرون حلم امتلاك قطعة ذهبية يتلاشى أمام أعينهم. تواجه الأيام القادمة تحديًا كبيرًا، هل سيصبح هذا الارتفاع مجرد ظاهرة مؤقتة أم بداية لمرحلة جديدة من الأسعار الفلكية؟ جميع الأطراف مطالبة بالتحلي بالصبر وعدم اتخاذ قرارات سريعة قد تزيد من معاناة الأسر، كما أن الحكومة اليمنية تقع على عاتقها مسؤولية إيجاد حلول عاجلة توازن بين حماية المواطنين واستقرار السوق.

يبقى السؤال المحير: متى سيتمكن اليمني البسيط من اقتناء جرام واحد من الذهب دون أن يضطر إلى التضحية بمستقبل أطفاله؟ الإجابة ترتبط بمدى استقرار الاقتصاد المحلي وتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين وسط هذه التحديات.