زيادة قوية.. البنك المركزي الروسي يثبت سعر الروبل أمام الدولار ويرفع قيمته مقابل اليورو بشكل ملحوظ

الاستقرار في سعر صرف الروبل مقابل الدولار وتأثيره على الاقتصاد الروسي الراهن

أبقى البنك المركزي الروسي سعر صرف الروبل الرسمي مقابل الدولار الأميركي مستقراً عند مستوى 83.6 روبل، مع تسجيل تقدم طفيف في قيمة الروبل أمام اليورو واليوان الصيني، حيث ارتفع مقابل اليورو بمقدار 47 كوبيكاً ليصل إلى 97.7 روبل، كما سجل ارتفاعاً مقابل اليوان الصيني بقيمة 3 كوبيكات عند 11.67 روبل، ما يعكس حالة من الاستقرار النسبي للعملة الروسية وسط التغيرات الاقتصادية العالمية.

تحليل سعر صرف الروبل مقابل العملات العالمية

شهد سعر صرف الروبل مقابل الدولار الأميركي ثباتاً واضحاً مع بدء هذا الأسبوع، ما يعكس ثقة البنك المركزي الروسي في السياسات النقدية المتبعة، رغم التحديات الاقتصادية الراهنة. بالمقابل، ازداد سعر الروبل أمام اليورو واليوان الصيني بفعل عدة عوامل اقتصادية وتغيرات في أسواق الصرف؛ فارتفاع سعر الروبل أمام اليورو بمقدار 47 كوبيكاً واليوآن بمقدار 3 كوبيكات يشير إلى توجهات سوقية تتأثر بالتطورات السياسية والاقتصادية المحلية والدولية، ويبقى هذا الاستقرار هاماً لدعم الاقتصاد المحلي في ظل الظروف الراهنة.

تأثير خفض البنك المركزي لسعر الفائدة على الاقتصاد الروسي

قرر البنك المركزي الروسي الأسبوع الماضي خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار نقطة مئوية واحدة ليصل إلى 17%، في خطوة تهدف إلى استمرارية تشديد السياسة النقدية ضمن جهود السيطرة على ارتفاع التضخم المستمر. يهدف هذا الإجراء إلى إعادة التضخم إلى مستواه المستهدف بحلول عام 2026، ما يعكس استراتيجية متأنية لموازنة النمو الاقتصادي المتباطئ مع تفاقم عجز الميزانية المرتبط بالنفقات العسكرية في الصراع في أوكرانيا. تتضمن الخطوات التي يتبعها البنك المركزي:

• خفض سعر الفائدة لتحفيز النشاط الاقتصادي بشكل مدروس
• مراقبة مستمرة لمعدلات التضخم لتقليل الاختلالات السعرية
• تقييم أثر النفقات الحكومية على الدين العام والعجز المالي

مؤشرات التضخم والنمو الاقتصادي وتأثيراتها على الروبل الروسي

أوضح البنك المركزي، في بيان حديث، أن معدل التضخم شهد تراجعاً بسيطاً خلال شهري يوليو وأغسطس، لكنه لا يزال مرتفعاً بنسبة 8.2%، مع تحذير من عدم تغير التوقعات بشأن التضخم في الأشهر الأخيرة، مما قد يعرقل تباطؤ مستدام في معدلاته. على صعيد معدلات النمو، تباطأ الاقتصاد الروسي على أساس سنوي ليصل إلى 1.1% في الربع الثاني من العام، مقارنة بـ1.4% في الربع الأول و4.5% بنهاية العام الماضي، مع تسجيل نمو ربع سنوي بنسبة 0.6%، مؤشرًا على فقدان الروح الديناميكية للنشاط الاقتصادي في الآونة الأخيرة.

يتضح من ذلك أن سعر صرف الروبل مقابل الدولار يعكس استقراراً نسبيًا ضمن معطيات الاقتصاد الروسي الذي يواجه تحديات عدة؛ فبينما يحافظ البنك المركزي على نهج السياسات النقدية المحكمة، يبقى التضخم عالي المستوى والنمو الاقتصادي متباطئاً، الأمر الذي يتطلب متابعة مستمرة وتأقلاً لما قد تفرضه الظروف المحلية والدولية مستقبلاً.