أسعار النفط ترتفع 2% مع الإغلاق عقب فرض عقوبات أمريكية على إيران

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الثلاثاء بنسبة تجاوزت 2% نتيجة تطورات دولية متعلقة بالعقوبات الأمريكية على إيران وصعود الأسواق المالية، حيث سجلت العقود الآجلة لخام برنت والخام الأمريكي مكاسب قوية، إذ بلغت عقود برنت 67.44 دولار للبرميل، بينما استقرت عقود الخام الأمريكي عند 64.31 دولار للبرميل، مما يعكس عودة التعافي في أسواق النفط العالمية بعد موجة الهبوط الأخيرة.

تأثير العقوبات الأمريكية على أسعار النفط

أسهمت العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران في دفع أسعار النفط إلى مزيد من الارتفاع؛ حيث أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على شخصيات وشبكات تجارية مرتبطة بالنفط الإيراني، مما يعزز من احتمالية انخفاض إمدادات النفط الإيراني في المستقبل. وفي هذا السياق، أشار خبراء إلى أن المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، إذا لم تحقق تقدماً واضحاً، فقد يؤدي ذلك إلى زيادات إضافية في أسعار النفط نتيجة تقييد الصادرات الإيرانية، مما سيضغط على الأسواق العالمية المترقبة للتطورات السياسية.

وفي تعليق لأحد المحللين البارزين، أكد أن العقوبات الأمريكية لن تترك فرصة لإيران سوى التفاوض أو مواجهة مزيد من الانخفاض في صادراتها، حيث تسعى واشنطن للحد من تدفق النفط الإيراني نحو الأسواق العالمية إلى أقصى حد ممكن. هذه القيود الصارمة تضيف ضغوطاً على الاقتصاد الإيراني وتؤثر بشكل مباشر على توافر النفط في الأسواق الدولية.

انتعاش أسواق الأسهم العالمية وتأثيراتها

رصدت الأسواق المالية ارتفاعاً ملحوظاً للأسهم في وول ستريت خلال تعاملات الثلاثاء، حيث ساهمت النتائج الإيجابية للشركات في تهدئة المشاعر السلبية التي سادت الأسواق بعد تصريحات الرئيس الأمريكي الحادة ضد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما دعم تعافي الأسهم والسلع بشكل عام، بما في ذلك النفط. وكان الاثنين قد شهد تراجعاً ملحوظاً للخام بنسبة تجاوزت 2% بفعل تطورات سياسية واقتصادية عالمية.

يأتي هذا التحسن في الأسواق ضمن توقعات بتعزيز مكاسب النفط في حال استمرت الحالة الإيجابية في أسواق المال، إذ ترتبط حالة الأسهم ارتباطاً وثيقاً بأداء أسعار النفط نتيجة لتأثيرها على معنويات المستثمرين. هذا الانتعاش ساهم بشكل كبير في تحفيز الطلب على الأصول ذات المخاطر العالية كالعقود الآجلة للنفط.

توقعات أسعار النفط ومستقبل الأسواق

وفقاً لتقديرات اقتصادية حديثة، خفضت روسيا توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت بنسبة 17% للعام الحالي مقارنة بالتقديرات السابقة، وهو ما يعكس الحذر من استمرار التغيرات الجيوسياسية وتأثيراتها على الأسواق. في المقابل، لا تزال أسواق النفط العالمية تتابع بحذر أية تطورات جديدة قد تؤثر على العرض والطلب الدولي.

يتوقع المحللون أن حالة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران ستبقى العامل الرئيسي المؤثر على أسعار النفط في المدى القريب، إلى جانب تطورات أخرى كأداء الاقتصاد العالمي وحالة أسواق الأسهم، مما يجعل الأسواق في انتظار أي إشارات لحركات قوية قد تغير من المشهد الراهن. من المؤكد أن التوازن بين العرض والطلب سيتأثر أيضاً بالعوامل الجيوسياسية والمستجدات الاقتصادية عالمياً.