رؤية الهلال.. أسس دقيقة لتحديد بداية الشهور الهجرية الشرعية بسهولة ووضوح

كيفية تحديد بداية الشهور الهجرية وفق رؤية الهلال الشرعية من المواضيع الحيوية التي يهتم بها المسلمون يوميًا لمعرفة التاريخ الهجري اليوم وتحديد مواعيد العبادات والمناسبات الدينية بكل دقة، إذ تُعد رؤية الهلال الركيزة الأساسية لإعلان دخول كل شهر هجري جديد وتثبيت مواعيد شعائر الإسلام مثل الصيام والحج والأعياد.

رؤية الهلال الشرعية ودور دار الإفتاء في تحديد بداية الشهور الهجرية

تعتمد رؤية الهلال الشرعية بشكل رئيسي على متابعة الهلال بالعين المجردة، وهو ما تقوم به دار الإفتاء المصرية وجميع المؤسسات الشرعية في العالم الإسلامي عند حلول نهاية كل شهر هجري؛ إذ تُجرى عمليات استطلاع الهلال بواسطة لجان شرعية وعلمية متخصصة منتشرة في مختلف المناطق لتأكيد رؤية الهلال من عدمها. فعلى سبيل المثال، مع بداية شهر ربيع الآخر للعام 1447 هـ، أعلنت دار الإفتاء أن الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 سيكون أول أيام الشهر، بعدما لم تثبت رؤية الهلال مساء الأحد 21 سبتمبر. وجاء القرار استنادًا إلى ثبوت عدم رؤية الهلال بالعين المجردة، مما استلزم إكمال شهر ربيع الأول 30 يومًا، وبدء ربيع الآخر رسميًا في اليوم التالي. ويعتمد المسلمون في تحديد بداية الشهور الهجرية وفق رؤية الهلال الشرعية على هذه الطريقة التي تجمع بين الشريعة الإسلامية والجهود العلمية الفلكية، مع إبقاء الحُكم النهائي متعلّقًا بالرؤية البصرية.

التاريخ الهجري اليوم وأهميته في حياة المسلمين

مع العلم بأن اليوم هو 23 سبتمبر 2025 ميلادي، يوافق 1 ربيع الآخر 1447 هـ، فإن معرفة التاريخ الهجري اليوم تكتسب أهمية بالغة، ليس فقط لأنها تُحدد بداية الأشهر ومواعيد المناسبات، بل لأنها جزء أساسي من الهوية الدينية والثقافية للمسلمين. إذ يُستخدم التقويم الهجري لضبط أوقات الشعائر كالصلوات وصيام رمضان ووقت أداء فريضة الحج، بالإضافة إلى تذكير المسلمين بالمناسبات الدينية مثل ذكرى المولد النبوي والهجرة النبوية. كذلك تعتمد بعض الدول الإسلامية كالمملكة العربية السعودية التقويم الهجري في معاملاتها الرسمية، مما يعزز الصلة بين الماضي والحاضر، إذ وضعت شريعتنا الإسلامية هذا التقويم منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليخدم الأمة في تنظيم حياتها الدينية والاجتماعية.

كيفية تحديد بداية الشهور الهجرية وفق رؤية الهلال الشرعية وأثرها في التقويم الإسلامي

يتم تحديد بداية الشهور الهجرية وفق رؤية الهلال الشرعية بناءً على مراقبة ظهور الهلال الجديد عند بداية الشهر، باستخدام العين المجردة أو بالأجهزة الفلكية الحديثة التي تساعد في تقدير إمكانية الرؤية. فإذا ثبت شرعاً ظهور الهلال، يُعلن دخول الشهر الجديد، وإذا تعذرت الرؤية تُكمل الشهر السابق ثلاثين يومًا. ويعتبر هذا الشرط المنهج المعتمد وفقًا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي حثّت على الصيام والتحرّي بناءً على رؤية الهلال بحديثه الشريف: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته». وجدير بالذكر أن التقويم الهجري يعتمد على القمر، ويبلغ طول السنة بين 354 و355 يومًا، أي أقصر بنحو 11 يومًا عن السنة الميلادية الشمسية، مما يجعل مواعيد الشهر الهجري تتغير سنويًا مقارنة بالتقويم الميلادي. ويتميز هذا التقويم بأنه يعكس تتابع الأشهر والشعائر الإسلامية، مع الحفاظ على ارتباط الأمة الإسلامية بهويتها الروحية.

• الرؤية بالعين المجردة أو استخدام أجهزة الرصد الفلكي
• تواصل اللجان الشرعية والعلمية في جمع البيانات من مختلف المناطق
• إعلان النتيجة الرسمية من دار الإفتاء والهيئات الشرعية
• اعتبار إكمال الشهر 30 يوماً إذا تعذرت الرؤية

يُعد شهر ربيع الآخر من أشهر السنة الهجرية المهمة، ويُعرف أيضًا بربيع الثاني، ويتميز بذكريات تاريخية في السيرة الإسلامية رغم عدم ارتباطه بفرض عبادات محددة كالرمضان وذو الحجة. وتُبرز أسماء الأشهر مثل ربيع الأول وربيع الآخر توجه العرب قبل الإسلام لتسمية الشهور حسب الظروف المناخية والبيئية، حيث كانت تلك الفترة ترتبط بالخضرة والازدهار؛ مما يعكس ارتباط التقويم الهجري بطبيعة حياة الإنسان والبيئة. ولهذا، فإن معرفة التاريخ الهجري اليوم باتباع رؤية الهلال الشرعية تمثل رابطًا حيًا بين المسلمين وتراثهم الديني، وتُساعدهم على تنظيم شعائرهم الدينية بدقة وسلاسة.