مكاسب الذهب.. ارتفاع محلي يقرب القيمة من 385 جنيهًا خلال شهر

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفاعات ملحوظة خلال الأسبوع الماضي، مع زيادة بلغت 2.1% مستمدة من صعود سعر الأوقية عالميًا بنسبة 2%، مما يعكس تزايد التوجهات نحو الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات الجيوسياسية وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، بحسب تقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة بتداول الذهب والمجوهرات.

ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المحلية وتفاصيل الأداء الأسبوعي

أكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن جرام الذهب عيار 21، الذي يعد الأكثر تداولًا في السوق المصري، ارتفع بقيمة 105 جنيهات على مدار الأسبوع، إذ بدأ التداولات عند 4970 جنيهًا، وحقق مستوى قياسيًا جديدًا عند 5100 جنيه، قبل أن يُغلق عند 5075 جنيهًا بنهاية الأسبوع، وهو ما يبرز الطلب القوي في السوق
وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت أوقية الذهب بما يعادل 75 دولارًا، حيث بدأ سعرها عند 3685 دولارًا، ووصلت إلى رقم غير مسبوق عند 3791 دولارًا في 23 سبتمبر، قبل أن تغلق عند 3760 دولارًا للأوقية، مما يسجل ارتفاعًا بنحو 9% خلال الشهر
وبالنظر إلى أسعار الذهب حسب العيارات الأخرى، سجل جرام الذهب عيار 24 نحو 5800 جنيه، وعيار 18 بلغ 4350 جنيهًا، بينما بلغ عيار 14 نحو 3384 جنيهًا، في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند 40600 جنيه، ما يعكس تنامي قيمة الذهب في السوق المصرية

العيار السعر بالجنيه المصري
عيار 21 5075
عيار 24 5800
عيار 18 4350
عيار 14 3384
سعر الجنيه الذهب 40600

وتشير المؤشرات إلى أن الذهب في الأسواق المحلية يقترب من إنهاء سبتمبر بارتفاع قد يتخطى 385 جنيهًا بنسبة تقارب 11%، بينما قد تزيد مكاسب الأوقية العالمية بحوالي 313 دولارًا خلال الشهر ذاته

العوامل المؤثرة على ارتفاع أسعار الذهب عالمياً والمحلياً

يشهد الذهب والمعادن النفيسة الأخرى صعودًا تاريخيًا مستمرًا يمتد لأكثر من ثلاث سنوات، حيث سجل الذهب ارتفاعًا بنحو 43% منذ بداية العام، والفضة بنسبة 55%، والبلاتين بنسبة 71%، مع تحقيق مستويات سعرية غير مسبوقة على الإطلاق
وبرغم تحذيرات من تشبع شرائي قصير الأمد، تبين أن الذهب لا يزال منخفض الحيازة لدى المستثمرين الأفراد، إذ لا يتجاوز 0.4% من أصولهم، مما يدعم استمرار الاتجاه الصاعد، حسب بيانات بنك أوف أمريكا الذي سجل تدفقات ضخمة على صناديق الذهب خلال الأسابيع الماضية
يُعزى هذا الارتفاع المتواصل إلى عوامل عدة مجتمعة تشمل:

  • تفاقم الديون السيادية حول العالم
  • ضعف محتمل في الدولار الأمريكي
  • توقعات خفض أسعار الفائدة من البنوك المركزية، خاصة الفيدرالي الأمريكي
  • زيادة الطلب الرسمي من البنوك المركزية على الذهب
  • تجدد التوترات الجيوسياسية التي تدفع المستثمرين إلى الملاذات الآمنة

وأكدت مؤشرات سوق العمل المتباطئ وتراجع ثقة المستهلك الأميركي تلك التوقعات، مما يعزز فرص تمديد سياسة التيسير النقدي ودعم الذهب على المدى القصير

التوقعات الاقتصادية وتأثيرها على توجهات السوق تجاه الذهب

أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية أن مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، المعيار المفضل للفيدرالي لتتبع التضخم، استقر دون مستوى 3%، حيث سجل المؤشر الأساسي في أغسطس 2.9% على أساس سنوي، مع ارتفاع طفيف للمؤشر العام إلى 2.7% مقابل 2.6% في يوليو، وهو ما يعزز احتمالية خفض الفائدة خلال الأشهر المقبلة
في ذات الوقت، انخفض مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيجان إلى 55.1 نقطة في سبتمبر، مقارنة بتوقعات بلغت 55.4 نقطة، مع تراجع تقديرات التضخم لعام واحد إلى 4.7%، ولخمس سنوات إلى 3.7%
وأبدى مسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي قلقهم من هشاشة سوق العمل، رغم قوة إنفاق المستهلكين النسبي، مع تحذيرات من تأثير الرسوم الجمركية الجديدة على واردات الأدوية والأثاث، ما يعكس حالة من الحذر في السياسة النقدية
على صعيد الأسواق المالية، سجلت عوائد سندات الخزانة لفترة 10 سنوات ارتفاعًا طفيفًا عند 4.187%، مع عوائد حقيقية بعد التضخم تبلغ 1.807%، بينما تشير أداة CME FedWatch إلى توقع تخفيض الفائدة بنسبة 88% في أكتوبر، و65% لاحتمال خفض إضافي في ديسمبر
يمثل ارتفاع المخاوف من إغلاق حكومي أمريكي جديد، بالإضافة إلى معضلة الدين العام المتزايد، عاملًا آخر دفع المستثمرين نحو الذهب كخيار نقدي آمن وشائع
تظهر بيانات صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، مثل صندوق SPDR Gold Shares، ارتفاعًا في تدفقات الاستثمار مع تحقيق أكبر تدفق يومي في التاريخ بنحو 18 طنًا الأسبوع الماضي، بينما تعتمد الأسواق على دعم مستمر من البنوك المركزية، لا سيما بنك الشعب الصيني الذي يشتري نحو 33 طنًا شهريًا منذ 2022
ولم تقتصر المكاسب على الذهب، إذ شهدت الفضة ارتفاعًا إلى أعلى مستوياته في 14 عامًا متجاوزة 46 دولارًا للأوقية، مع توقع استمرار الصعود بدعم الطلب الصناعي ونقص المعروض، كما واصل البلاتين مكاسبه مدعومًا بعوامل مماثلة، محققًا زيادة بنسبة 71% منذ بداية العام
ويراقب المستثمرون خلال الأسبوع المقبل بيانات هامة تشمل تصريحات أعضاء الفيدرالي، مؤشر التوظيف ADP، مؤشر مديري المشتريات الصناعي ISM، طلبات البطالة الأولية، والوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر لتحديد اتجاه السياسة النقدية، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على أسعار الذهب والمعادن النفيسة