ذكرى تاريخية.. كيف يحتفل العالم بوفاة القائد الخالد جمال عبد الناصر؟

جمال عبد الناصر هو القائد العربي الاستثنائي الذي فقدته مصر والأمة العربية وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وحركات التحرر العالمية؛ إذ كان رمزًا للعدالة الاجتماعية، والحرية، ودعم القضية الفلسطينية، ومكافحة الاستعمار في العالم الثالث حتى رحيله في 28 سبتمبر 1970. عبد الناصر أسس نهضة مصر الحديثة القائمة على التصنيع، وقاد معارك وطنية فرضت خروج القوات البريطانية من قناة السويس، حيث قام بتأميمها، وأسس السد العالي، ومصانع الحديد والصلب والألومنيوم، إضافة إلى نظام التعليم المجاني الذي فتح آفاق المعرفة وأشعل حركة اجتماعية خففت من الفوارق الطبقية.

دور جمال عبد الناصر في نهضة مصر والتنمية الصناعية

كانت نهضة مصر الحديثة على أيدي جمال عبد الناصر، الذي جعل التصنيع قلبًا نابضًا في بناء الدولة؛ حيث أطلق عدة مشاريع عملاقة أثرت الاقتصاد الوطني بشكل كبير، ومنها بناء السد العالي الذي مكّن من ترويض نهر النيل وتطوير الزراعة. كما أشرف على تأسيس مصانع الحديد والصلب والألومنيوم التي كانت العمود الفقري للصناعة الثقيلة في البلاد؛ هذا بالإضافة إلى التعليم المجاني الذي مهد الطريق لشريحة واسعة من المجتمع لمعرفة أفضل وفرص جديدة. تحت قيادته، تأميم قناة السويس كان خطوة حاسمة، أجبرت القوات البريطانية على الجلاء مما أعاد السيادة المصرية على واحدة من أهم المنافذ الاقتصادية في العالم.

جمال عبد الناصر والقضية العربية والإفريقية وحركات التحرر

امتد تأثير جمال عبد الناصر ليشمل الأمة العربية بكاملها، إذ وقف بجانب ثورة الجزائر لتحريرها من الاستعمار الفرنسي، وكذلك كان داعمًا أساسيًا لثورتَي اليمن، دفاعًا عن النظام الجمهوري وتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني بعد عشرات السنين من الاحتلال. في عهده، شهدت إفريقيا موجة حاسمة من التحرر من قبضة الاستعمار والعنصرية؛ إذ نجح في تأسيس تحالفات استراتيجية مع الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية التي دعمت حركات التحرر. كما كان له دور بارز في تأسيس حركة عدم الانحياز ومنظمة الوحدة الإفريقية، وعمل على تفعيل دور الجامعة العربية لتضطلع بدورها القومي على أكمل وجه.

  • دعم جنوب وشمال اليمن في مواجهة الاحتلال
  • مساندة ثورة الجزائر ضد الفرنسيين
  • تأسيس تحالفات استراتيجية مع دول الاتحاد السوفيتي
  • المساهمة في إنشاء حركة عدم الانحياز ومنظمة الوحدة الإفريقية

دروس جمال عبد الناصر في مقاربة قضايا الأمة العربية الراهنة

ذكرت مقابلتي مع جمال عبد الناصر قبل ثلاثة أشهر من رحيله، حيث أكد رغم الظروف العسيرة التي مرت بها مصر اقتصادياً بعد نكسة 1967 وحرب الاستنزاف، استمرار دعم بلاده لليمن، شمالًا وجنوبًا. تعيش الأمة العربية اليوم أوضاعًا بالغة القسوة، مع الحصار والتطهير العرقي في غزة والضفة الغربية منذ أكتوبر 2023، بالإضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي المتواصل ضد اليمن ولبنان وسوريا وقطر، بينما تستمر أصوات الصمت وسط العرب. إن إرث عبد الناصر الذي تجسد في دعم التنمية المستقلة والحرية، يظل مصدر إلهام للعديد ممن يسعون إلى استعادة الكرامة والسيادة. للأسف، يلاحَظ اليوم نوع من التنازل عن مبادئ المقاومة، والتوجه نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، في تجاهل تام لمواقف الدول الكبرى مثل المملكة العربية السعودية الرافضة للتطبيع قبل قيام الدولة الفلسطينية. ومن منطلق وفاء مبادئ الزعيم الخالد، لا خيار سوى الحوار الوطني الجامع الذي يحول دون التفكك والصراعات ويصون وحدة الأمة، وهو الهدف الذي ما تزال الحركة الصهيونية تسعى إليه منذ أواخر القرن التاسع عشر.

العام حدث بارز
1956 تأميم قناة السويس واجتثاث الاحتلال البريطاني
1960 بناء السد العالي ومشاريع التصنيع الكبرى
1967 حرب يونيو ونكسة 67 الاقتصادية والاجتماعية
1970 وفاة جمال عبد الناصر ودعم مستمر لثورات التحرر