سقوط الدولار.. الدولار يشهد تراجعًا عالميًا مع احتمالية خفض الفائدة الأمريكية

أسعار الفضة ترتفع وسط تزايد التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية وتأثير ضعف الدولار على الأسواق العالمية، مع تصاعد المخاوف من إغلاق الحكومة الأمريكية وتوترات سياسية تجذب المستثمرين إلى المعادن الثمينة كملاذ آمن

تأثير ضعف الدولار على ارتفاع أسعار الفضة في الأسواق المحلية والعالمية

شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات الإثنين، حيث ارتفع جرام الفضة عيار 800 محليًا بنحو جنيهين ليصل إلى 62 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا دولارًا واحدًا مسجلة 47 دولارًا، وفق تقرير مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث؛ ويرجع هذا الصعود إلى زيادة الرهانات على خفض أسعار الفائدة من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الأمر الذي أدى إلى ضعف الدولار وحفز الطلب على الفضة كأحد المعادن غير المدرة للعائد لكن ذات الجاذبية العالية، خاصة في ظل تزايد المخاوف من احتمال إغلاق الحكومة الأمريكية، ما زاد الطلب على الملاذات الآمنة.
كما سجل جرام الفضة عيار 999 سعر 77 جنيهًا، وعيار 925 نحو 72 جنيهًا، فيما استقر سعر جنيه الفضة (عيار 925) عند 576 جنيهًا، مما يعكس قوة مكاسب الفضة في السوق المصرية، وقد كانت الزيادة قوية خلال الأسبوع الماضي أيضًا، حيث قفز جرام الفضة عيار 800 من 55 إلى 60 جنيهًا.

مكاسب وأسواق الفضة العالمية وتوقعات الأسعار مع قرب إصدار تقرير الوظائف الأمريكي

بلغت مكاسب الفضة منذ بداية العام حوالي 51% محليًا، إذ ارتفعت أسعار الجرام من 41 إلى 62 جنيهًا، بينما شهدت الفضة ارتفاعًا عالميًا من 29 إلى 48 دولارًا للأوقية، أي بنسبة زيادة وصلت إلى 62%، لتصبح من أبرز الأصول أداءً بين المعادن النفيسة خلال 2025، وهذا مدعوم باستمرار ضعف الدولار الأمريكي الذي جعل الفضة أرخص نسبيًا للمشترين الأجانب وزاد من الطلب العالمي عليها.
الأنظار الآن متجهة نحو تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) الأمريكي المرتقب يوم الجمعة، والذي يعد مؤشرًا رئيسيًا يعتمد عليه الاحتياطي الفيدرالي في تحديد السياسة النقدية. يستعد السوق لهذه البيانات وسط خلفية اقتصادية داعمة تشمل ضعف الدولار، وتراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية التي تعزز جاذبية الفضة والذهب كوسائل للتحوط.

العوامل المؤثرة على أسعار الفضة بين المخاوف السياسة الأمريكية وسياسة الاحتياطي الفيدرالي

يواجه الاقتصاد الأمريكي مخاطر إغلاق حكومي ابتداءً من الأربعاء القادم إذا لم يتم تمرير تشريع التمويل الجديد، مع توجه الجمهوريين لتقديم قانون مؤقت لتمديد التمويل حتى 21 نوفمبر، ورفض الديمقراطيين له دون تنازلات، مما زاد المخاوف من تأثير سلبي على النمو الاقتصادي قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي لتبني سياسة نقدية أكثر تساهلًا إذا استمر الإغلاق لفترة تزيد عن أسبوعين.
في حين، صرح محافظ الاحتياطي الفيدرالي هاماك بضرورة استمرار السياسة النقدية التقييدية لمواجهة ضغوط التضخم، خصوصًا في قطاع الخدمات، محذرًا من أن الرسوم الجمركية الجديدة، مثل التعريفة الجمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية التي أعلن عنها الرئيس ترامب، لن تكون تأثيراتها مؤقتة، وهذا يعكس تحديات جديدة أمام الاقتصاد.
وإليك جدول يوضح أسعار الفضة المختلفة خلال تعاملات اليوم:

• التحوط من التضخم: مع ارتفاع الأسعار رغم رفع الفائدة، تبقى الفضة وسيلة فعالة للحفاظ على القوة الشرائية.
• الطلب الصناعي المستمر: لا سيما في مجال الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية والإلكترونيات.
• المخاطر الجيوسياسية: التوترات التجارية والسياسية تعزز التحول إلى الأصول الصلبة كالفضة.
• تأثير الذهب: تجاوز الذهب حاجز 3700 دولار يعزز المسار الصاعد لسعر الفضة.

يتوقع مركز «الملاذ الآمن» أن تستمر القيم الاقتصادية والجيوسياسية في دعم ارتفاع أسعار الفضة خلال النصف الثاني من 2025 والعام المقبل، مع احتمال تجاوز السعر 50 دولارًا للأوقية في 2026، قد يدفع بعض الصناعات، مثل مجالات الطاقة الشمسية، إلى تقليل استخدام الفضة لتلبية متطلبات التحكم في التكاليف، مما سيترك تأثيرًا على الطلب الصناعي لكنه لن يوقف الاتجاه الصاعد للسعر في الأمد القريب.