55 عامًا.. مرور نصف قرن على إرث جمال عبد الناصر الذي غير مصر للأبد

جمال عبد الناصر وتأثيره السياسي والإنساني في الذكرى الـ55 لرحيله

يحتفل المصريون والعالم العربي في 28 سبتمبر 2025 بالذكرى الـ55 لرحيل جمال عبد الناصر، الذي برز كأحد أعمدة التاريخ السياسي في مصر والعالم العربي، تاركًا إرثًا متجذرًا في السياسة والتعليم والحياة الإنسانية، وهو ما يستعرضه نجله المهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر من خلال شهاداته التي تكشف العديد من الجوانب الشخصية والقيادية في حياة والده.

جمال عبد الناصر والوفاة المفاجئة بين الحياة البسيطة والسياسة

عندما نتحدث عن جمال عبد الناصر والوفاة التي ألمّت به، يوضح نجله عبد الحكيم أن وفاة والده كانت مفاجئة تمامًا؛ إذ لم يكن يعاني من أي أمراض مزمنة وكان يعيش يومه بشكل طبيعي، فقد كان في رحلة بمحافظة مرسى مطروح قبل أن يغيب عن عالمنا. استُقبل جثمانه في قصر القبة حيث أُعد مكان للوداع الأخير، مع التشديد على الحياة المتواضعة التي عاشها جمال عبد الناصر كرئيس دولة، بعيدًا عن المظاهر الرسمية المبالغ فيها التي قد يتصورها البعض، مما يجعل الإنسان يتعرف على جانب نادر من شخصيته بعيدًا عن الأضواء السياسية.

حياة جمال عبد الناصر الأسرية وتعزيز التعليم والقيم الإنسانية

لم تكن حياة جمال عبد الناصر محصورة في السياسة فحسب، بل امتدت لتشمل شبكة عائلية بسيطة ومتواضعة، حيث تحلى بصفات إنسانية رفيعة المستوى. يؤكد نجله عبد الحكيم أن والده كان يشجع أبنائه وخصوصًا في مرحلة الثانوية العامة على الاجتهاد والمذاكرة، مرددًا دائمًا: “شد حيلك دى مافيهاش هزار لو مذاكرتش مش هجيب المجموع اللي يخليك تدخل الكلية اللي بتحبها”، وهو تعبير يعكس حرصه على تنمية العقول وتحقيق الطموحات العلمية. علاوة على ذلك، لم تسافر العائلة إلا مرتين فقط خارج مصر، ما يدل على بساطة نمط حياة الرئيس الذي ربط بين مسؤوليته الوطنية والحياة الأسرية المعتدلة، مع لحظات عائلية حميمة مثل الحديث عن اقتناء موتوسيكل أو السفر للخارج، وهذا يظهر الجانب الإنساني لجمال عبد الناصر الذي قد يجهله كثيرون.

دور جمال عبد الناصر السياسي والإرث الوطني في مصر

برز جمال عبد الناصر كزعيم سياسي عربي وعالمي، حيث كان له تأثير كبير على السياسة العربية، فقد حذّر في أكثر من موقف من مخاطر المقاومة في الأردن، وسعى دائمًا لتحقيق توازن دقيق بين القرارات السياسية ومصالح مصر العليا مع احتساب البُعد الإنساني في كل خطوة. تحت قيادته، توحدت الجهود الوطنية لمواجهة تحديات اقتصادية واجتماعية جسيمة، وشهدت مصر تطورات ملحوظة في البنية التحتية والتعليم، مما جعله شخصية محورية في تاريخ البلاد المعاصر. ويضيف عبد الحكيم أن والده كان متواضعًا في حياته اليومية، يحرص على استثمار الوقت بشكل مفيد، ويشجع الأبناء على تطورهم العلمي والثقافي، مع مواقف تجمع بين الجدية والطرافة، كما يتضح حينما علق على طلب ابنائه بالسفر إلى لندن بدل موتوسيكل قائلاً: “مينفعش، اللي أدك مجند على الجبهة إزاى تبقى رايح لندن؟”.

• تشجيع التعليم والتحصيل العلمي لدى أبنائه
• تبني مبادرات قومية في البنية التحتية والتنمية الاقتصادية
• موازنة القرارات السياسية مع الأبعاد الإنسانية
• التمسك بنمط حياة بسيط بعيدًا عن مظاهر السلطة الزائدة

يرتبط اسم جمال عبد الناصر في أذهان المصريين والعرب بإرث سياسي وإنساني متفرد، يتكشف بوضوح في الذكرى الـ55 لرحيله، التي تأتي لتعيد التأمل في إنجازاته الوطنية، إلى جانب قصص إنسانية تنقلها عائلته، وتسلط الضوء على القيم التي غرست في أبنائه والأجيال القادمة، حيث يظهر القائد في صورة إنسان بسيط ومحب للتعليم والمعرفة، مع حفاظه الصارم على بساطة الحياة، رغم الجلسة السياسية الهامة التي شغلها. هذه الذكرى تفتح نافذة على حقبة زمنية غنية، تعيد تأكيد الدور البارز الذي لعبه جمال عبد الناصر في تشكيل مستقبل مصر، وتتواصل شهادات أبنائه، مثل عبد الحكيم، لتكشف أبعادًا جديدة تؤكد أن إرثه ليس فقط سياسياً بل إنسانياً عميقًا.