قفزة قياسية.. الذهب يقترب من أفضل أداء شهري منذ 2008 ويثير اهتمام المستثمرين

الارتفاع القياسي في أسعار الذهب وأداء المعدن النفيس الشهري الأفضل منذ 14 عامًا يطلان على المستثمرين بآمال كبيرة، خاصة في ظل تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية التي تعزز الطلب عليه كملاذ آمن. لم يتوقف الذهب عند مجرد تسجيل أرقام ترتفع إلى 3842.76 دولار للأوقية، بل تجاوز ذلك ليحقق زيادة بنسبة 11.4% خلال شهر سبتمبر، في أفضل أداء شهري له منذ أغسطس 2011.

صعود الذهب القياسي وسط مخاوف إغلاق الحكومة الأمريكية

شهد الذهب ارتفاعًا مستمرًا في سوق المعاملات الفورية ليصل قرب مستوى 3843 دولارًا للأونصة، مدعوماً بالتوقعات المتزايدة بتخفيضات الفائدة الأمريكية، وذلك رغم عدم إحراز تقدم في المحادثات الرامية لتجنيب إغلاق الحكومة الأمريكية؛ مما يعزز حالات عدم اليقين في الأسواق. وتُظهر العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 0.4% لتصل إلى 3872 دولارًا، مما يؤكد استمرار الطلب المتزايد على المعدن النفيس كملاذ آمن.

البيانات الاقتصادية الأخيرة عززت من تكهنات المتعاملين حول اتجاه مجلس الاحتياطي الاتحادي نحو تخفيضات متكررة في أسعار الفائدة خلال العام، مع فرصة تبلغ نسبتها حوالي 89% لتخفيض بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل، حسب أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة سي إم إي. هذه البيئة الداعمة تشكل أرضية مناسبة لازدهار الذهب في ظل تقلبات سياسية ومالية حادة وأسعار فائدة منخفضة.

دور الذهب كملاذ آمن وتأثير انخفاض أسعار الفائدة عليه

يتجه المستثمرون إلى الذهب باعتباره أملاً ثابتا للحفاظ على القيمة في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالأسواق، حيث تزداد قيمة الذهب في مواجهة التضخم وعدم الاستقرار السياسي. إن الطفرة في أسعار الذهب تؤكد أهميته كاستثمار بديل فعال، خصوصًا مع انخفاض أسعار الفائدة التي تجعل الاحتفاظ بالذهب أكثر جاذبية مقارنة بالأصول الأخرى التي تعتمد على عوائد فائدة.

وتوضيحًا لتأثير أسعار الفائدة على المعدن النفيس، يمكن ذكر الأسباب التالية:

  • انخفاض العوائد على الأصول ذات الدخل الثابت يجعل الذهب خيارًا جذاباً للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن
  • ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار يقلل من جاذبية الأصول القابلة للتخزين كالذهب في حالات ارتفاع الفائدة
  • الذهب لا يدر أرباحًا نقدية، لذا فإن انخفاض الفائدة يقلل من تكلفة الاحتفاظ به

العوامل الجيوسياسية وتأثيرها المحوري في زيادة سعر الذهب

تلعب التوترات الجيوسياسية دورًا فعالًا في دفع الطلب على الذهب؛ إذ ترفع هذه الأزمات من مستويات القلق لدى المستثمرين الذين يسعون إلى حماية أموالهم من المخاطر الناجمة عن الحروب أو الأزمات السياسية أو الاقتصادية في مختلف المناطق. يتحول الذهب في هذه الأوقات إلى أداة مالية مضمونة تحفظ رأس المال، ما يفسر الارتفاع المستمر في قيمته.

وبالعودة إلى المعادن النفيسة الأخرى، فقد استقرت الفضة عند مستوى 46.95 دولار للأوقية في سوق المعاملات الفورية، فيما شهد البلاتين انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.2% مسجلاً 1597.58 دولار، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.8% إلى 1259.02 دولار، مما يعكس تباينًا في تحركات الأسواق بالنسبة للمعادن الأخرى مقارنة بالذهب.

المعدن النفيس السعر الحالي (دولار/أوقية) التغير النسبي
الذهب 3842.76 +0.2%
الفضة 46.95 ثابت
البلاتين 1597.58 -0.2%
البلاديوم 1259.02 -0.8%

يراقب المستثمرون بترقب صدور البيانات الأمريكية المرتبطة بسوق العمل، المقرر إعلانها يوم الجمعة، كعامل محدد جديد يمكن أن يؤثر على تحركات الذهب والأسواق المالية بشكل عام، لتعكس استجابة المعدن النفيس لتغيرات الاقتصاد الأمريكي الواقعية.