نجاح عالمي.. كيف حطم فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” أرقام السينما المصرية؟

فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران”: قصة إنسانية واجتماعية تسطع في سماء السينما المصرية

فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” حقق حضورًا عالميًا لافتًا في الساحة السينمائية، إذ أصبح نموذجًا للقصة الإنسانية والاجتماعية التي تلقى صدى واسعًا عبر المهرجانات الكبرى، مع تميزه في نقل الواقع بأسلوب سينمائي راقٍ وأداء تمثيلي محترف.

العروض العالمية والانتصارات الفنية لفيلم “عائشة لا تستطيع الطيران”

شهد فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة “نظرة ما” في مهرجان كان السينمائي الدولي، مما وضعه تحت الأضواء الدولية مباشرة، قبل أن يشارك في العديد من المهرجانات الرفيعة المستوى مثل مهرجان ديربان السينمائي الدولي، حيث كان العرض الأفريقي الأول. حصد الفيلم جائزة الاتحاد الدولي للنقاد (فيبرسي) في مهرجان يريفان السينمائي الدولي “جولدن أبريكوت”، وهو مؤشّر قوي على الجودة الفنية المتميزة التي يتمتع بها ورضا النقاد الدوليين عنه، ما عزز من حضوره وتأثيره العالمي.

قصة فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” والتحديات الاجتماعية الحاضرة في الحكي

يحكي فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” قصة عائشة، شابة سودانية تبلغ 26 عامًا، تعمل في قطاع الرعاية الصحية وتعيش في أحد أحياء القاهرة. يصور الفيلم الصراعات التي تواجه المهاجرين الأفارقة بين أحياء القاهرة وأطرافها، حيث تتصاعد التوترات بينها وبين عصابات محلية محاولًة فرض نفوذها. تتورط عائشة في علاقة مع شاب مصري يعمل طباخًا، بينما تتعرض لابتزاز من عصابة تريد استغلالها عبر صفقة مشبوهة مقابل تأمين منزل للعمل. الصراعات الداخلية والخارجية التي تمر بها عائشة تعبّر عن معاناة العديد من النساء والمهاجرين في المدن الكبرى، حيث تصطدم الأحلام بالواقع القاسي، وتتشابك الانفعالات الإنسانية لتبرز دراما اجتماعية عميقة.

فريق العمل والدعم الدولي في نجاح فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران”

ساهم في إنجاح فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” فريق متميز من الفنانين والمحترفين منهم:بولينا سيمون زياد ظاظا (مغني الراب المصري) عماد غنيم، ممدوح صالح، والمونتير محمد ممدوح، ومصطفى الكاشف كمصور سينمائي، بينما تولت نيرة الدهشوري تصميم الأزياء، و مصطفى شعبان الهندسة الصوتية، وإيمان العلبي تصميم الديكور. يتميز التعاون الفني بين المخرج مراد مصطفى ومدير التصوير مصطفى الكاشف بارتباط وتجانس سابق في فيلم قصير، ما انعكس إيجابيًا على جودة المشاهد.

نال الفيلم دعمًا ملحوظًا من مؤسسات وثقوب ثقافية بارزة تشمل:

• مؤسسة الدوحة للأفلام
• صندوق المورد الثقافي
• مهرجان الجونة السينمائي
• أكاديمية لوكارنو
• برامج سينيفوداسيون ومصنع السينما في مهرجان كان
• مهرجان مونبلييه

إلى جانب ذلك، فاز الفيلم بالجائزة الكبرى من لودج البحر الأحمر، وخمسة جوائز مهمة في مسابقة فاينال كات بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي شملت أفضل دعم لمرحلة ما بعد الإنتاج. وحصل على جائزة ورشات الأطلس الكبرى بمهرجان مراكش الدولي، بقيمة 25 ألف دولار، ممّا ساعد في تعزيز مرحلة الإنتاج النهائية.

يبرز فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” كوجه يحكي قضايا اجتماعية مؤثرة مثل التحديات التي يواجهها المهاجرون الأفارقة في القاهرة، مواجهة النساء الشابات للابتزاز الاجتماعي والأخلاقي، وأهمية التمكين الشخصي والشجاعة في تخطي الصعاب. كما يبرز كدليل حي على التعاون الدولي في الإنتاج السينمائي، ويثبت قدرة الفن السابع على توصيل أنسجة قصصية إنسانية عبر الثقافات والحدود.

نجاح الفيلم وتحقيقه لهذه المراتب المرموقة يكرّس موهبة المخرج مراد مصطفى وفريقه، ويرفع من مكانة السينما المصرية على الساحة العالمية، ويرسّخ فكرة أن السينما قادرة على نقل رسائل إنسانية واجتماعية هادفة وقوية إلى جمهور عالمي متنوع.