ارتفاع قياسي.. النفط يتفاعل مع قرار “أوبك+” بزيادة الإنتاج بشكل مفاجئ

ارتفاع إنتاج النفط في تحالف “أوبك+” وتأثيره على السوق العالمية

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في بداية تعاملات السوق عقب موافقة تحالف “أوبك+” على زيادة إنتاج النفط، جاءت أقل من توقعات السوق، حيث تجاوز خام “برنت” حاجز 65 دولارًا للبرميل، بينما تمكن خام “غرب تكساس الوسيط” من الاقتراب لـ62 دولارًا، مما أثار نشاطًا مكثفًا في جلسة التداول الآسيوية، خاصة مع تداول نحو 2000 عقد خلال الدقائق الخمس الأولى. ويأتي هذا الارتفاع نتيجة إعادة المتعاملين ترتيب مراكزهم انتظارًا لزيادات أكبر في الإنتاج.

تفاصيل زيادة إنتاج النفط وتحالف “أوبك+”

في اجتماع افتراضي ضم السعودية، روسيا، العراق، الإمارات، الكويت، كازاخستان، الجزائر، وسلطنة عُمان، أعلن تحالف “أوبك+” عن خطة زيادة إنتاج النفط بحوالي 137 ألف برميل يوميًا تبدأ من نوفمبر المقبل، في خطوة تعكس النظرة المستقرة للاقتصاد العالمي وأسس السوق الإيجابية، والتي يتضح تأثيرها من انخفاض المخزونات البترولية حسب بيان وزارة الطاقة السعودية. كما أشار التحالف إلى ضرورة عقد اجتماعات شهرية لمتابعة السوق وضمان مستوى الالتزام وتنفيذ الخطط اللازمة للتعويض.

تشكل هذه الزيادة استمرارًا لعملية إعادة ضخ شريحة من الإمدادات بقيمة 1.65 مليون برميل يوميًا، والتي بدأت الشهر الماضي بإضافة 137 ألف برميل يوميًا للسوق، بعد قرار التحالف إنهاء تخفيضات طوعية استمرت منذ 2023 وبلغت 2.2 مليون برميل يوميًا، حيث تمت زيادة الإنتاج في أغسطس بنحو 547 ألف برميل يوميًا.

• موافقة “أوبك+” على زيادة 137 ألف برميل يوميًا ابتداءً من نوفمبر
• انعقاد اجتماعات شهرية لمراقبة السوق والالتزام بالخطة
• عودة تدريجية لإمدادات جديدة بقيمة 1.65 مليون برميل يوميًا
• إنهاء التخفيضات الطوعية السابقة في أغسطس مع زيادة إنتاج ملحوظة

تأثير زيادة إنتاج النفط على السوق ومراقبة تحالف “أوبك+”

أوضح تحالف “أوبك+” إمكانية إعادة فرض التخفيضات التطوعية الإضافية التي تبلغ 1.65 مليون برميل يوميًا، سواء جزئيًا أو كليًا، بناءً على تطورات السوق واستقرار أوضاعه، مشيرًا إلى أن الاجتماع القادم لأعضاء التحالف من الدول الثماني مقرر في 2 نوفمبر 2025. وفي أغسطس الماضي، رفعت المنظمة توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2026 إلى 1.4 مليون برميل يوميًا، بزيادة قدرها 100 ألف برميل عن التقديرات السابقة، مع ثبات توقعات نمو الطلب لهذا العام عند 1.3 مليون برميل يوميًا لخمسة أشهر متتالية.

رغم هذه التوقعات، شهد خام النفط تراجعًا هذا العام، بما في ذلك انخفاض بنسبة 8% في الأسبوع الماضي بسبب مخاوف السوق من تجاوز الإمدادات العالمية مستوى الطلب، حيث توقعت الوكالة الدولية للطاقة فائضًا سنويًا قياسيًا في 2026. كما حذرت عدة بنوك من وول ستريت من احتمال استمرار انخفاض الأسعار بفعل تغيرات التوازن في السوق العالمي.

توقعات سوق النفط عقب زيادة إنتاج أوبك+

تعكس زيادة إنتاج النفط في تحالف “أوبك+” تداعيات مباشرة على حركة الأسعار والتوازن في السوق العالمية، إذ قام المتعاملون بتعديل مراكزهم التكتيكية استجابة للزيادة الأقل من المتوقع، ما عزز ارتفاع الأسعار في بداية تداولات آسيا. ومع استمرار الاجتماعات الشهرية لمتابعة مدى الالتزام وتطورات السوق، يبقى التحالف مرنًا إزاء إمكانية تعديل مستويات الإنتاج، خاصةً إذا تطلبت حالة العرض والطلب ذلك.

ترتبط هذه التغيرات في إنتاج النفط بآفاق الطلب المتفاوتة، وسط توقعات منظمة “أوبك” للنمو المتزايد في 2026، لكن المخاوف من فائض معروض عالمي ما زالت تلقي بظلالها على الأسعار. بيد أن الديناميكيات الحالية تشير إلى توازن دقيق بين زيادة الإنتاج وحجم الطلب، مع مراقبة دقيقة للتطورات التي قد تؤثر على السوق في المدى القريب.

تُظهر هذه المعطيات أهمية استراتيجيات تحالف “أوبك+” في الحفاظ على استقرار السوق النفطي ومنع تقلبات حادة، وذلك من خلال الخطوات التدريجية التي تعتمدها في زيادة الإنتاج ومراجعة السياسات حسب متغيرات السوق الاقتصادية العالمية.