تكبيرات صاخبة.. ملحمة مباراة العبور تملأ ملعب الترسانة بطاقة 6 أكتوبر النارية

مباراة العبور بين غزل المحلة والطيران في 6 أكتوبر 1973 تمثل لحظة فريدة تجمع بين كرة القدم والتاريخ الحربي، حيث تحولت إلى رمز لنصر استراتيجي يتجاوز حدود اللعب على المستطيل الأخضر. كانت هذه المباراة شاهدة على بداية حرب أكتوبر وتأثيرها العميق على الرياضة في مصر.

موسم 1973-1974 والدوري المصري قبل مباراة العبور بين غزل المحلة والطيران

مع انطلاق موسم 1973-1974 للدوري المصري، اتخذ اتحاد الكرة قرارًا بإيقاف تطبيق نظام الهبوط للموسم السابق (1972-1973)، ما سمح بصعود فرق من الدرجة الثانية، ليصبح عدد الفرق المشاركة ثمانية عشر فريقًا تقريبًا، مما زاد منافسة الدوري بشكل ملحوظ. بدأت فرق كبيرة مثل الأهلي مسابقة الموسم مدعومة بصفقات مهمة، منها انضمام أحمد عبدالباقي القادم من النادي الألماني، وحسن صالح من المصري البورسعيدي، بالإضافة إلى جمال عبدالعظيم من القناة. قاد الفريق المدرب المجري ناندور هيديكوتي، الذي وضع بصمته الفنية، رغم أن نتائجه المميزة جاءت لاحقًا.

شهد الأسبوع الثاني من المنافسة هزيمة الأهلي المفاجئة أمام فريق الطيران بهدف سجله عصام شعبان في الدقيقة 61، بينما تعرض الزمالك لخسارة أمام غزل المحلة بهدف بالخطأ من مدافع الزمالك البرديسي في ملعب المحلة. وخلال مواجهة حاسمة في 5 أكتوبر 1973 بين الزمالك والاتحاد السكندري انتهت بالتعادل السلبي 0-0، أضاع حمدي إمام فرصة حاسمة وصفها المعلق محمد لطيف بـ”فرصة العمر”، وهو تعبير قل استخدامه في ذلك الوقت. في الوقت ذاته، فاز الأهلي على المريخ البورسعيدي بهدفين بوساطة محسن صالح، بينما تحقق عدد من الانتصارات لمجموعات الفرق الأخرى مثل الترسانة والمنصورة والشرقية ودمياط ومنتخب السويس والقناة والبلاستيك وبني سويف، الأمر الذي أظهر استقرار نسبي في الدوري كجزء من خطة تمويه لنقل فكرة أن الأمور تسير بشكل طبيعي رغم الأجواء الاستثنائية.

الأجواء التاريخية في مباراة العبور بين غزل المحلة والطيران

افتتحت مباراة غزل المحلة والطيران في 6 أكتوبر 1973 في الثانية والنصف ظهرًا على ملعب الترسانة، بعد دقائق قليلة من بداية الضربة الجوية المصرية على قناة السويس، لتتحول إلى ما عُرف بـ”مباراة العبور”. لم تكن المباراة مجرد حدث رياضي ضمن الأسبوع الخامس للدوري المصري، بل اندمجت أصوات الجماهير بالهتاف “الله أكبر” مع أصوات الطائرات الحربية المصرية، في مشهد استثنائي يجسد الروح الوطنية.

مع انطلاق الشوط الأول، تردد هتاف الجماهير باسم “الطيران”، ما أربك اللاعبين ظانين أن التشجيع للفريق المنافس، إلا أن الاستراحة بين الشوطين كشفت أن الهتاف كان موجهًا للطائرات المشاركة في معركة تحرير سيناء. انتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي 1-1، حيث سجل فريق الطيران الهدف الأول، ورد غزل المحلة بهدف عمر عبدالله. عند إذاعة البيان الأول للعبور عبر الراديو، عمّت الفرحة المدرجات، وردد الجمهور صيحات الهتاف “الله أكبر” بحماس متزايد، وتحول الملعب إلى منصة احتفال غير مسبوقة، تجعل المباراة جزءًا لا يُنسى من تاريخ مصر.

يتذكر نجم غزل المحلة حنفي هليل أن المباراة بدأت كأي مباراة عادية، لكن مع لحظات الإعلان عن نجاح العبور تحولت الجماهير واللاعبون إلى حالة من الفخر والاحتفال الوطني المفعم بالعاطفة، مما جعلها علامة فارقة في حياة الجميع.

مباراة العبور بين غزل المحلة والطيران ورمزيتها في التاريخ الرياضي المصري

احتفظت مباراة العبور التي جمعت بين غزل المحلة والطيران في أذهان المصريين باعتبارها نقطة التقاء بين الرياضة والقضية الوطنية، لتصبح رمزًا خالدًا في سجل كرة القدم المصرية، حيث امتزج القتال الرياضي بمعركة التحرير. غزل المحلة كان يحتل المركز الثاني في جدول الدوري خلف الأهلي، فيما جاء فريق الطيران في المرتبة السابعة، مع استمرار تنافس البطولات المحلية. استمر غزل المحلة كبطل للمسابقة باعتباره حامل لقب الموسم السابق.

كان من المقرر أن تُلعب مباراة إضافية بين المصري والإسماعيلي في نفس الأسبوع، لكنها أُلغيت بسبب وقوع مدينتي الفريقين على خط المواجهة في الجبهة، مما أضفى على الدوري طابعًا استثنائيًا.

قررت لجنة اتحاد الكرة في المساء إيقاف المسابقة بالكامل، لتكون مباراة العبور بين غزل المحلة والطيران اللقاء الأخير قبل توقف النشاط الكروي، وفسح المجال أمام ضرورة الاستعداد للحرب، بالإضافة إلى انسحاب النادي الإسماعيلي من البطولة الإفريقية في تلك الأيام، مما يؤكد أن هذه الفترة كان لها أبعاد وطنية ورياضية متشابكة.

  • قرار إيقاف نظام الهبوط موسم 1973
  • تشكيلة الأهلي والمدرب ناندور هيديكوتي
  • نتائج بداية الموسم والتمويه الرياضي
  • وقوع مباراة العبور تزامنًا مع بدء حرب أكتوبر
  • أجواء المدرجات وهتاف الجماهير
  • تأثير الحرب على جدول الدوري وقرارات الاتحاد
الفريق موقعه في جدول الدوري قبل المباراة
غزل المحلة المركز الثاني
فريق الطيران المركز السابع