النفط يرتفع.. توقعات الإنتاج المنخفض تدعم الأسعار بقوة

أسعار النفط العالمية ترتفع بعد قرار “أوبك بلس” زيادة الإنتاج المحدودة

أسعار النفط العالمية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال جلسات التداول الأخيرة، متأثرة بقرار “أوبك بلس” زيادة الإنتاج النفطي بواقع 137 ألف برميل يوميًا فقط، وهو حجم أقل من التوقعات السابقة. هذا القرار دفع الأسواق إلى تقييم عرضه على أنه إشارة واضحة على استمرار التحالف في سياسة ضبط الإنتاج للحفاظ على استقرار الأسعار، ما أثر إيجابيًا على سعر برميل النفط وساهم في دعمه.

تأثير قرار “أوبك بلس” على أسعار النفط العالمية والتوازن في السوق

محلل الأسواق المالية مازن أبو إسماعيل أكد أن السوق كانت تتوقع زيادة أكبر في الإنتاج النفطي، بيد أن رفع المعروض بكمية محدودة يعكس تمسك تحالف “أوبك بلس” بضوابط فولاذية لضمان توازن السوق النفطي، وتجنب تقلبات الأسعار الحادة. رغم هذه الزيادة المحدودة، السوق ما تزال تعاني من وفرة في المعروض، خصوصًا مع تباطؤ واضح في الطلب العالمي، لا سيما من الاقتصاد الصيني المتعثر. هذا العامل يساهم في إبقاء أسعار النفط رهينة لمعادلة العرض والطلب مع استمرار تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ما يعزز من احتمالية تراجع الأسعار في الفترة المقبلة.

الآفاق السعرية لأسعار النفط العالمية وأسباب التباطؤ في الطلب

يرى أبو إسماعيل أن أسعار النفط العالمية ستكون محكومة بمعادلة دقيقة بين العرض والطلب، إضافة إلى تأثير النمو الاقتصادي العالمي الذي يظهر تباطؤًا واضحًا. ومن المتوقع أن تتحرك أسعار النفط خلال الأشهر القليلة القادمة نحو مستويات ما بين 45 و50 دولارًا للبرميل، خاصة إذا استمر ضعف الطلب العالمي على الطاقة دون تحسن ملموس. يتزامن هذا مع عوامل عدة تؤثر على الطلب، منها:

• تراجع النمو الاقتصادي في الصين، أبرز مستهلكي النفط في العالم
• التباطؤ الاقتصادي العالمي الذي يؤثر سلبًا على استهلاك النفط
• زيادة المعروض النفطي نتيجة لقرارات تحالف “أوبك بلس” المعتدلة

هذا المشهد يعكس وضعًا متوازنًا دقيقًا بين ضمان استقرار الأسعار وتفادي الفائض الكبير في المعروض النفطي.

تأثير الاضطرابات العالمية على أسعار النفط العالمية والأصول البديلة مثل الذهب والبيتكوين

بعيدًا عن النفط، تطرق أبو إسماعيل إلى تطورات سوق العملات الرقمية مشيرًا إلى أن البيتكوين بدأ يكتسب مكانة مماثلة للذهب كملاذ استثماري بديل في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي. وأوضح أن ارتفاع البيتكوين إلى مستويات قريبة من 125 ألف دولار جاء نتيجة عوامل عدة، منها تراجع قيمة الدولار الأمريكي وتزايد الاضطرابات السياسية في أوروبا، والتي شملت استقالة رئيس وزراء فرنسا مؤخرًا. هذه الأحداث أثرت سلبًا على اليورو، مما دفع المستثمرين إلى التحول نحو الأصول التي توفر حماية وقيمة خلال الأوقات العصيبة.

وشدد أبو إسماعيل على أن الذهب والبيتكوين أصبحا أكبر المستفيدين من حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي، وأن الاتجاه الصاعد لهما قد يستمر طالما تستمر التوترات وتبقى مؤشرات النمو الاقتصادي العالمي ضعيفة. في ظل هذه البيئة، أصبح المستثمرون يتجهون نحو أدوات استثمارية تحافظ على القيمة بعيدًا عن تقلبات العملات والسياسات النقدية المعقدة.