محمد ثروت.. رحلة استثنائية بين الهندسة والفن تضيء مسيرته

محمد ثروت تاريخ ميلاد ومسيرته بين الهندسة والفن يشكل محورًا هامًا في حياة هذا الفنان المصري الذي وُلد في 30 أغسطس 1954، والذي تميز بقدرته على الجمع بين موهبتين مختلفتين لكنهما لا يفقدان الترابط، فبدأ حياته كمهندس قبل أن يغوص في عالم الغناء والفن ليترك أثراً لا يُمحى في ذاكرة الفن المصري والعربي.

محمد ثروت تاريخ ميلاد ومسيرته بين الهندسة والفن وبداياته الفنية

بدأت رحلة محمد ثروت مبكرًا في مجال الغناء، حيث أتقن فنون الأغاني الوطنية، الدينية، والعاطفية، بالإضافة إلى الأغاني الخاصة بالأطفال التي أحبها كبار وصغار الجمهور. تعاون مع نخبة من أشهر الملحنين المصريين مثل محمد عبد الوهاب، محمد الموجي، ومنير مراد، ما أسهم في تقوية قاعدته الفنية وجعله قريبًا من الجماهير. رغم انجذابه الواضح للفن، لم يهمل ثروت مسيرته الأكاديمية، فقد نال شهادة بكالوريوس الهندسة من جامعة المنوفية عام 1983، وعمل فيها لفترة قبل أن يتفرغ للغناء. إلى جانب ذلك، ساهم في برامج الأطفال بالتعاون مع “ماما سميحة”، مما عزز مكانته في قلوب الأطفال والأسر، وجعل اسمه مرتبطًا بالبرامج التي تسعد الأسرة المصرية.

محمد ثروت تاريخ ميلاد ومسيرته بين الهندسة والفن وأبرز أعماله الغنائية والتمثيلية

تميزت مسيرة محمد ثروت الفنية بتنوعها وثرائها، حيث أطلق عدة ألبومات منفردة تصدرت قوائم النجاح، من بينها:

• ورق الشجر
• حكتب جواب
• مصريتنا
• اصلوا عليه لتسعدوا

كما كان صوت محمد ثروت حاضراً في أغاني الأطفال التي اكتسبت شهرة واسعة وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من تراث الأغاني المخصصة للصغار. ولا يقتصر إبداعه على الغناء فقط، بل امتد إلى التمثيل السينمائي والتلفزيوني، إذ شارك في أفلام مهمة مثل “ابن مين في المجتمع” عام 1978 وفيلم “للآباء فقط”. أما على الساحة التلفزيونية، فقد برز في مسلسلات عدة مثل “الطاووس” 1991، و”الكهف والوهم والحب” 1989، بالإضافة إلى “الغفران” 1989 و”هي وغيرها” 1988، حيث أظهر تنوعًا في تقديم الشخصيات وإضافة اللون الفني من خلال الموسيقى التصويرية.

محمد ثروت تاريخ ميلاد ومسيرته بين الهندسة والفن وسمعته الفنية وتواجده على المنصات الرقمية

يُعرف محمد ثروت بكونه صوتًا أصيلاً من أصوات الأغنية المصرية، محافظًا على جودتها في الأغاني الكلاسيكية سواء للأطفال أو الأغاني الوطنية والدينية؛ فقد حظي بتقدير النقاد والموسيقيين نظرًا لقوة صوته وأداءه الذي يمزج بين العاطفة والمرونة. رغم وجود بعض الخلافات حول تاريخ ميلاده، حيث أوضح ثروت أن بعض المصادر مثل ويكيبيديا أخطأت في هذا التاريخ، فإن ذلك لم يؤثر على مكانته الفنية لدى جمهوره الوفي. ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وتطور المنصات الرقمية، باتت أعماله متاحة بسهولة عبر قواعد بيانات الموسيقى والأفلام مثل “MusicBrainz”، “Discogs”، وقاعدة بيانات الأفلام العربية، مما ساعد في نشر أغانيه القديمة والحديثة وزيادة التعرف على مسيرته الغنية. وتُظهر هذه المنصات الأعمال المتنوعة التي قدّمها للأطفال والكبار، إلى جانب مشاركاته السينمائية والتلفزيونية، معززة بذلك دوره كواحد من أعمدة الفن في مصر والعالم العربي.

يبقى محمد ثروت مثالًا خالدًا على الفنان المصري الذي استطاع أن يوازن بين العلم والفن، الهندسة والغناء، من خلال تقديم أعمال متنوعة تمس جميع الفئات العمرية، كما ترك أثرًا فنيًا خالدًا ونموذجًا يُحتذى به في جميع ميادين الغناء والتمثيل، ليصدح صوته في قلوب الجماهير عبر أجيال مختلفة، محافظًا على إرث غني ومتنوع يدخل في سجل التاريخ الفني المصري والعربي.