العد التنازلي.. “الخضر” على أعتاب تاريخ جديد بالعودة إلى المونديال

يستعد المنتخب الجزائري لمباراته الحاسمة أمام الصومال مساء اليوم على ملعب “ميلود هدفي” بوهران، ضمن الجولة التاسعة من تصفيات مونديال 2026، وهو يبتعد الآن فقط 90 دقيقة عن التأهل للمونديال للمرة الخامسة في تاريخه، والأولى منذ نسخة 2014 بالبرازيل، بعد غياب طويل في نسختي 2018 بروسيا و2022 بقطر؛ ولذلك يحتاج “محاربو الصحراء” بقيادة رياض محرز إلى الفوز لضمان التأهل دون انتظار نتيجة المباراة الأخيرة ضد أوغندا التي تبدو شبه احتفالية.

المنتخب الجزائري في مواجهة الصومال: فرص تحقيق التأهل المباشر لمونديال 2026

يدخل أشبال المدرب فلاديمير بيتكوفيتش لقاء الصومال بمعنويات مرتفعة وتحضير فني مميز؛ حيث يسعون لحسم بطاقة التأهل إلى كأس العالم والاحتفال بها مع جماهير وهران التي تستضيف الحدث تاريخياً، خصوصاً أن الاتحاد الصومالي فضل خوض اللقاء في الجزائر لعدم صلاحيّة ملعبه. تتميّز تشكيلة المنتخب الجزائري بالتفوق الفني والتكتيكي الواضح على منتخب الصومال، صاحب المركز الأخير في المجموعة برصيد نقطة واحدة من ثماني مباريات، ما يمنح “الخضر” أفضلية عناصرية وميدانية مهمة.

ورغم الفوارق الشاسعة، حذّر بيتكوفيتش لاعبيه من الوقوع في فخ التهاون والاستهانة بالمنافس، مراعيًا أهمية المباراة التي يحمل صفة مصيرية، لا سيما أن ضغوط التأهل عادةً ما تصنع مفاجآت غير متوقعة، ما يجعل التركيز التام هو الحل الأمثل خلال اللقاء. من المتوقع أن يعتمد المدرب البوسني على التشكيلة الأساسية المعتادة مع بعض التعديلات الطفيفة التي فرضتها الإصابات، لا سيما في حراسة المرمى التي تشهد صراعًا بين الحارس الجديد لوكا زيدان وألكسيس قندوز، الذي لم يحقق تطلعات الجهاز الفني في المواجهات السابقة.

تشكيلة المنتخب الجزائري وأجواء الاستعداد لمواجهة الصومال ضمن تصفيات مونديال 2026

على صعيد الدفاع، سيعوّل بيتكوفيتش على التشكيلة المستقرة مع تبادل وحيد يتمثل في دخول رفيق بلغالي بدلًا من يوسف عطال المصاب، ليكمل الرباعي الدفاعي مع عيسى ماندي ورامي بن سبعيني وجوان حجام. في خط الوسط، يعتمد المدرب على تواجد نبيل بن طالب، هشام بوداوي وفارس شايبي، لتثبيت السيطرة والاستحواذ، فيما سيقود رياض محرز خط الهجوم مصحوبًا ببغداد بونجاح ومحمد الأمين عمورة، مع استعداد يوسف بلايلي، أمين غويري، وإبراهيم مازة للدخول في المرحلة الثانية لتعزيز الهجوم.

أجرت كتيبة بيتكوفيتش جلسة تدريبية واحدة فقط على ملعب “ميلود هدفي” مساء أمس، بعدما أعدت نفسها سابقًا في مركز سيدي موسى بالعاصمة، حيث ستعود للتحضير للمباراة القادمة ضد أوغندا في “حسين آيت أحمد” بتزي وزو، الاثنين المقبل. يُذكر أن الاتحاد الدولي اختار طاقم تحكيم من مالاوي لإدارة المباراة بقيادة الحكم فيليب نكانكجا، بمساعدة كلمنسي كاندوكو وتيمبو بوندمالي، مع ديفيد شيونوكو حكماً رابعاً، ويراقب اللقاء المراقب الجيبوتي علي يعقوب.

الكاتب التشكيلة المتوقعة
حراسة المرمى لوكا زيدان / ألكسيس قندوز
الدفاع عيسى ماندي، رامي بن سبعيني، جوان حجام، رفيق بلغالي
الوسط نبيل بن طالب، هشام بوداوي، فارس شايبي
الهجوم رياض محرز، بغداد بونجاح، محمد الأمين عمورة

الطموحات الفردية داخل المنتخب الجزائري ورغبة اللاعبين في التأهل لمونديال 2026

شهد تربص المنتخب أجواء مليئة بالحماس، سواء بين اللاعبين المخضرمين أو الجدد، مع ترحيب خاص للاعبين الجدد مثل لوكا زيدان، رفيق بلغالي، مهدي دورفال وسمير شرقي، مما يعكس روح الأخوة والتكاتف استعدادًا لخوض هذا التحدي التاريخي. كان إبراهيم مازة، نجم باير ليفركوزن الألماني، من أبرز المتحمسين، حيث أكد أن التدريبات المكثفة تطلّب عملًا جادًا وتركيزًا كبيرًا على الجوانب التكتيكية، متطلعًا إلى أداء قوي في مباراة الصومال التي تمثل محطة حاسمة للتأهل إلى مونديال 2026.

ومن جهته، يواصل المدافع المخضرم عيسى ماندي تحطيم الأرقام القياسية، حيث يمتلك حتى الآن 108 مباراة دولية مع “الخضر”، وبمشاركته أمام الصومال ثم أوغندا سيرتفع رصيده إلى 110 لقاء، رقم قياسي لم يصل إليه أي لاعب جزائري بموجب الإحصائيات الرسمية للفيفا؛ وهذا يؤكد مكانته الحيوية في صفوف المنتخب خلال أحد عشر عامًا من العطاء المستمر.

  • ترحيب خاص باللاعبين الجدد
  • جهود تكتيكية مكثفة في التدريبات
  • طموحات فردية لتسجيل التاريخ
  • إعداد جيد لمباراة الصومال

كما تحمل مباراة الصومال أهمية خاصة لبغداد بونجاح ويوسف بلايلي، الذي يعود إلى مدينته وهران حيث بدأ مسيرته الكروية، ويتمتع اللاعبان بشعبيّة كبيرة في المدينة بالرغم من محدودية مسيرتهما مع مولودية وهران، وهو الفريق الأبرز بالمنطقة.

وفي ظل الانتقادات الأخيرة الموجهة لرياض محرز بسبب تراجع مستواه، تترقّب الجماهير الجزائرية قرار بيتكوفيتش بشأن دور اللاعب في مباراة الصومال؛ حيث من المتوقع استمراره في التشكيلة الأساسية، مع احتمال تحويل مركزه إلى صانع ألعاب في وسط الملعب بدلاً من الجناح الأيمن لتجديد نشاطه وتأثيره في المباريات.

في الوقت نفسه، أبدى رئيس بعثة منتخب الصومال، بشير صلاح، احترامًا واضحًا لقوة المنتخب الجزائري، مُبرزًا في تصريحات صحافية أن “الخضر” يعدون منافسًا قويًا، رغم اعترافه بصعوبة المباراة، مؤكدًا على إمكانية حدوث المفاجآت في كرة القدم التي تبقى دوماً غير متوقعة.

تُبرز هذه المواجهة ضمن تصفيات مونديال 2026 محطة مهمة تضع المنتخب الجزائري على بعد خطوة واحدة من تحقيق حلم التأهل، في لقاء يجمع بين السيطرة التكتيكية والإصرار التاريخي، مع أجواء حماسية وانضباط عالي بين لاعبي “محاربي الصحراء” الذين يتطلعون لتأكيد مكانتهم على الساحة العالمية.