تلال الفسطاط.. فرصة تحولها لأكبر حديقة عامة في الشرق الأوسط

حديقة تلال الفسطاط: أكبر حديقة عامة في الشرق الأوسط وروح الإحياء الحضاري للقاهرة القديمة

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المؤتمر الأسبوعي من موقع حديقة تلال الفسطاط، بحضور المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، والمحاسب أشرف منصور نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، والمهندس خالد صديق رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية؛ حيث أكّد أن حديقة تلال الفسطاط تشهد المرحلة النهائية لإنجازها، لتصبح أكبر حديقة عامة على مستوى الشرق الأوسط، والحديقة المركزية للقاهرة بمساحة تتجاوز 500 فدانٍ.

تطوير حديقة تلال الفسطاط وأهمية المشروع الحضاري

أكد المهندس شريف الشربيني أن مشروع حديقة تلال الفسطاط هو عمل ضخم يمتاز بضخامة تفاصيله وتعقيداته، حيث كانت المنطقة قبل ثلاث سنوات تحتوي على تجمعات غير آمنة وأحياء تفتقر إلى المستوى الإنساني اللائق، وكان يقيم بها آلاف الأسر التي تم نقلها إلى مناطق حضارية جديدة تليق بالمعايير الإنسانية. وعانى موقع الحديقة سابقًا من التلوث والتدهور البيئي، إذ كانت بحيرتا عين الصيرة والفسطاط تستخدمان كمكب لمخلفات القاهرة، ما أدى إلى تدهور مستوى المياه فيهما.
وحسب التوجيه السياسي الصادر عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، فإن المشروع يهدف إلى إحياء القاهرة القديمة مع بناء الحديقة الأكبر في الشرق الأوسط التي تمزج بين الأصالة والحضارة، حيث استُلهم تصميم المباني من الحضارة المصرية العريقة، ومن أبرز معالم الحديقة متحف الحضارات وجامع عمرو بن العاص، أول جامع في إفريقيا، بالإضافة إلى مجمع الأديان الذي يضم الكنيسة المعلقة والمعبد اليهودي، مما يجعلها مركزًا ثقافيًا وحضاريًا وترفيهيًا لجميع المصريين.

الجهود الحكومية وأثر حديقة تلال الفسطاط على القاهرة الكبرى

بلغت تكلفة تطوير مشروع حديقة تلال الفسطاط أكثر من 10 مليارات جنيه تشمل توفير السكن البديل لأهالي المنطقة، وأعمال البنية الأساسية والمشروعات الترفيهية التي تخدم المواطنين. ومن المتوقع الانتهاء من جميع الأعمال خلال الأسابيع القليلة القادمة، متزامناً مع افتتاح المتحف المصري الكبير.
وتأتي هذه العملية ضمن خطة شاملة لإعادة إحياء القاهرة الكبرى، التي تشمل عدة مشاريع تطويرية في القاهرة الخديوية والقاهرة التاريخية والإسلامية، مثل تطوير المناطق المحيطة بقلعة صلاح الدين ومسجد محمد علي ومسجد السلطان حسن والسيدة نفيسة وغيرها من المساجد التاريخية كمسجد الإمام الشافعي، بهدف إرجاع العاصمة القديمة إلى رونقها المشرق الذي يعكس تاريخ مصر العريق.
ويشمل التطوير مناطق غرب القاهرة، بما في ذلك الأهرامات والمناطق المحيطة بها، مما يؤكد حرص الدولة المصرية على بناء مدن جديدة إلى جانب المحافظة على التراث القديم وإحيائه.

رسالة التماسك الوطني ودور مصر الإقليمي في استضافة المفاوضات

في الذكرى 52 لنصر أكتوبر المجيد، نقل الدكتور مصطفى مدبولي تأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي استعرض فيها معاني النصر التي تحققت عبر التخطيط الدقيق والتنفيذ الفاعل رغم التحديات والصعوبات، مشيدًا بتماسك قواتنا المسلحة والنسيج الوطني الذي يشكل دعامة قوية لمصر وسط الأوضاع الإقليمية المتقلبة.
كما أشار رئيس الوزراء إلى استضافة مصر حالياً للمفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل في إطار المبادرة الأمريكية، والتي تبرز الدور المحوري لمصر في المنطقة لتحقيق وقف إطلاق النار، وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو تصفية حقوقهم السياسية، مؤكدًا أن التفاوض عملية طويلة ومعقدة، ولكن بالإرادة والإصرار يمكن تحقيق السلام والاستقرار ليعم الأمن جميع شعوب المنطقة.

• الحديقة تغطي مساحة 500 فدان، مما يجعلها الأكبر في الشرق الأوسط.
• التكلفة الإجمالية للمشروع تزيد عن 10 مليارات جنيه تشمل البنية التحتية والسكن البديل.
• موقع الحديقة يضم معالم حضارية وتاريخية مثل متحف الحضارات وجامع عمرو بن العاص.
• تزامن الانتهاء من المشروع مع افتتاح المتحف المصري الكبير.
• الحديقة جزء من خطة شاملة لإحياء القاهرة التاريخية والإسلامية.

تُشكّل حديقة تلال الفسطاط علامة بارزة على مسيرة التنمية الحضارية في القاهرة، حيث تجمع أبعاد التاريخ العريق مع رؤية مستقبلية تنموية، في إطار جهود الدولة لإحياء العاصمة القديمة وإعادة ترسيخ مكانتها مركزًا للحضارة والثقافة والترفيه، والتي تسهم في تعزيز الدور المصري الإقليمي كقوة فاعلة في السلام والاستقرار.