الذهب يتراجع مع تحسن شهية المخاطرة وسط انخفاض التوترات التجارية العالمية

شهدت أسعار الذهب انخفاضاً ملحوظاً في ختام تعاملات يوم الأربعاء، حيث تراجعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر بفعل ضعف الإقبال على الملاذات الآمنة، خاصة بعد تصريحات طمأنة من الرئيس الأمريكي حول العلاقات التجارية مع الصين. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت إشارات من الإدارة الأمريكية بشأن تخفيف الرسوم الجمركية في تعزيز ثقة المستثمرين نحو الأسهم بدلاً من الذهب.

تراجع الذهب مع تخفيف التوترات التجارية بين أمريكا والصين

انخفض سعر الذهب بشكل حاد بعد تصريحات الرئيس الأمريكي التي أشارت إلى تهدئة العلاقات التجارية مع الصين، حيث أكد الرئيس عدم وجود إجراءات تصعيدية تجاه السياسات التجارية مع بكين، كما أضاف وزير الخزانة الأمريكي بأن هنالك نية لتخفيض الرسوم الجمركية العالية بين البلدين، مما ساهم في تعزيز شهية المخاطرة لدى المستثمرين، وتأثير ذلك ظهر جلياً في انتقالهم من الأصول الآمنة كالمعدن النفيس إلى الأسهم الكبرى مثل شركات “أبل” و”تسلا”.

تصريحات خبراء السوق حول هبوط أسعار الذهب

أكد فيليب سترايبل، كبير استراتيجيي السوق في “بلو لاين فيوتشرز”، أن الأسواق قد بدأت في تجاوز تأثير التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مرجحاً أن يشهد الذهب استمراراً في التراجع لصالح الأصول الأخرى ذات المخاطر المرتفعة. وأشار إلى أن المستثمرين باتوا أكثر ميلاً نحو الاستثمار في أسواق الأسهم مدفوعة بالتفاؤل حول تحسن العلاقات التجارية، وهو ما أدى لظهور موجة خروج جماعية من الملاذات الآمنة كالذهب.

تحليل أداء الذهب ومستقبل الأسعار

مع تراجع العقود الآجلة للذهب بنسبة 3.7% لتصل إلى مستوى 3294.10 دولار للأوقية، يبدو واضحاً أن حركة السوق بدأت تتأثر بالإعلانات الإيجابية القادمة من الجانب الأمريكي، خصوصاً بعد تأكيد المسؤولين الأمريكيين بضرورة استئناف المحادثات التجارية مع الصين، إلى جانب التحفظ على اتخاذ إجراءات اقتصادية قد تزيد من حدة التوترات. هذا الوضع قد يجعل من الذهب أقل جاذبية في الفترة المقبلة، خصوصاً إذا ما استمر التحسن في الأسواق العالمية.

تشير التوقعات إلى احتمالية استمرار تراجع أسعار الذهب وسط استمرار الدعم للأسهم والفائدة على الاستثمارات العالية المخاطر، مما يدعو المستثمرين لمراجعة استراتيجياتهم بناءً على معطيات السوق الجديدة.