انخفاض أسعار الذهب بشكل ملحوظ.. ماذا يحدث في سوق الصاغة؟

شهدت أسعار الذهب في مصر تقلبات حادة مؤخرًا أثارت انتباه الجميع، إذ انخفض سعر الذهب محليًا بشكل لافت بعدما سجل ارتفاعات قياسية خلال الفترات الماضية، كما أن السوق العالمية تأثرت بالأحداث الاقتصادية الكبرى مثل تصريحات ترامب الأخيرة واتفاق التجارة مع الصين، مما ترك أثرًا مباشرًا على سوق الذهب وتأثيراته على الاقتصاد المصري.

أسباب انخفاض أسعار الذهب في مصر

تراجع أسعار الذهب عالميًا كان له أثر مباشر على السوق المحلي، حيث انخفض عيار 21 الأكثر تداولاً ليصل لحوالي 4800 جنيه مقارنة بأسعاره الأعلى التي بلغت نحو 5000 جنيه، ويرجع ذلك لتحسن الأوضاع الاقتصادية نسبيًا نتيجة تصريحات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” حول رئيس الاحتياطي الفيدرالي ودعمه لاتفاق تجاري مع الصين، مما انعكس على الأسواق العالمية وقلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن، خاصة وسط تزايد الثقة في استقرار الاقتصاد.

الرئيس “ترامب” أبدى تفاؤلاً كبيرًا في تصريحاته حول إمكانية التوصل لاتفاق مع الصين، مما أدى لتقليل التوترات الاقتصادية وزيادة إقبال المستثمرين على الأسهم بدلًا من الذهب، فأسعار الذهب عالميًا انخفضت بنسبة 2% ليصل سعر الأونصة حوالي 3315 دولار، وهو ما انعكس بدوره على السوق المصري.

التأثيرات العالمية والمحلية لانخفاض الذهب

السوق المصري يعتمد بشكل رئيسي على الأسعار العالمية بالإضافة إلى سعر الدولار محليًا، والدولار أيضًا شهد تراجعًا طفيفًا، وهو ما جعل الذهب في مصر يشهد انخفاضات جديدة، ذلك بجانب العوامل المحلية التي ساعدت في هذا الانخفاض، مثل ضعف الإقبال مؤخرًا على شراء الذهب نتيجة استقرار السعر النسبي للجنيه المصري، مما أضعف الدافع لشراء الذهب كوسيلة للتحوط، بجانب زيادة المعروض بشكل ملحوظ.

الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في مصر ساهم في تقليل وتيرة صعود الأسعار، ونتج عنه نوع من التوازن في حركة السوق، مما دفع المشترين لتأجيل قرارات الشراء انتظارًا لتقلبات السوق القادمة.

ما هو مصير أسعار الذهب في الفترة القادمة؟

من الصعب التنبؤ بدقة باتجاه أسعار الذهب في المستقبل القريب، حيث يبقى السوق مترقبًا للأوضاع العالمية والأحداث السياسية والاقتصادية الكبرى، فإذا تمت تهدئة التوترات بين الصين وأمريكا كما تشير التصريحات الأخيرة، فقد ينخفض الذهب أكثر، أما إذا عاد ترامب لإطلاق تهديدات أو ظهرت أزمات جديدة، فإن الذهب قد يعاود الصعود بقوة.

لذا على المستثمرين ومتتبعي السوق متابعة تطورات الأخبار العالمية والمحلية بعناية لضمان اتخاذ القرارات المناسبة، خاصة أن الذهب ما زال يحتفظ بمكانته كأحد الأصول الآمنة التي يلجأ إليها الأفراد والمؤسسات في أوقات الأزمات.