«خسائر أسبوعية».. النفط يتراجع بفعل مخاوف متزايدة من الرسوم الجمركية

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً يوم الجمعة عند الإغلاق، لكنها أنهت الأسبوع بخسائر تجاوزت 2% نتيجة توقعات السوق بحدوث فائض في الإمدادات فضلاً عن حالة عدم اليقين المتعلقة بالرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تأثرت الأسواق بعوامل متعددة شملت التوترات التجارية العالمية وضبابية مستقبل المحادثات الاقتصادية بين القوى الكبرى، ما دفع المستثمرين نحو الحذر.

ارتفاع أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط

سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعاً بمقدار 36 سنتاً لتصل إلى 66.90 دولاراً للبرميل، فيما أغلقت على خسائر بلغت 2% خلال الأسبوع، أما خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي فارتفع بمقدار 23 سنتاً ليبلغ عند الإغلاق 63.02 دولاراً للبرميل، مسجلاً انخفاضاً أسبوعياً يقدر بـ 3%. رغم هذا التحسن الطفيف في الأسعار اليومية، فإن الضغوط المتولدة عن تخمة المعروض واحتمالات تراجع الطلب ما زالت تؤثر بشكل كبير على السوق. ويرى آنه فام، كبير المحللين بمجموعة بورصات لندن، أن المخاوف المتعلقة بسياسات تحالف أوبك+ وزيادة إنتاج النفط تشكل عوامل رئيسية لضغط الأسعار، بالإضافة إلى تأثير ارتفاع الدولار الأمريكي.

التوترات التجارية وتأثيرها على أسعار النفط

شهدت الأسواق تقلبات كبيرة بعدما نفت وزارة الخارجية الصينية وجود أي مفاوضات جارية حول الرسوم الجمركية بين بكين وواشنطن، ما زاد من الشكوك حول التوصل إلى اتفاق تجاري. تتناقض هذه التصريحات مع تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد وجود حوار تجاري بين البلدين. وأظهرت بعض الإخطارات الصينية إعفاء سلع أمريكية من رسوم كبيرة تصل إلى 125%، مما يعكس محاولات بكين لتخفيف التداعيات الاقتصادية للحرب التجارية، هذا التوتر أثر سلباً على الطلب العالمي للنفط وأسهم في عمليات بيع مكثفة بسوق الطاقة.

عوامل إضافية تضغط على سوق النفط

تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها خلال الشهر الجاري نتيجة التحديات الاقتصادية العالمية، حيث اقترح أعضاء من تحالف أوبك+ تسريع زيادة إنتاج النفط خلال يونيو، وهو ما قد يُحدث فائضاً في الإمدادات. كما أن وقف الحرب الروسية الأوكرانية يمكن أن يسهم في تدفق النفط الروسي للأسواق العالمية، مشكلاً تحدياً للأسعار، إضافة إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي استعداده إجراء محادثات حول برنامج إيران النووي مع الدول الأوروبية. قد تؤدي هذه الخطوة إلى رفع العقوبات المُفروضة على صادرات النفط الإيرانية، مما يعزز تدفق الإمدادات للأسواق ويدفع الأسعار للتراجع أكثر.

بوجه عام، تبقى الأسواق النفطية تحت تأثير التطورات الجيوسياسية والاقتصادية، حيث تُلقي المخاوف من فائض المعروض والتوترات التجارية بظلالها على توقعات الطلب العالمي في المستقبل القريب.