«انخفاض مفاجئ».. أسعار الذهب تهبط 2% لتحسن التوترات التجارية بين أمريكا والصين

شهدت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً بنسبة 2% يوم الجمعة، مع توجهها نحو تسجيل خسارة أسبوعية نظرًا للارتفاع الملحوظ الذي حققه الدولار الأمريكي بالإضافة إلى التقدم في المباحثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث أعلنت بكين استثناء بعض السلع الأمريكية من الرسوم الجمركية، مما أدى إلى تقليل الإقبال على المعدن النفيس الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا خلال الأزمات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية.

تراجع أسعار الذهب وتأثير الدولار

أسعار الذهب تأثرت بانخفاض عقود الذهب الآجلة الأمريكية التي شهدت تراجعًا بنسبة 1.5% لتستقر عند 3,298.40 دولار للأونصة، ويُمثل هذا الانخفاض إحدى أكبر الخسائر اليومية في الفترة الأخيرة نتيجة عدة عوامل رئيسية، أبرزها ارتفاع الدولار الأمريكي الذي زاد من تكلفة الذهب بالنسبة للمستوردين والمشترين من خارج الولايات المتحدة، مما أدى إلى تقليل حجم الطلب على المعدن الأصفر بشكل عام، من هذا المنطلق، يُعتبر ارتفاع الدولار أحد أبرز الأسباب المؤثرة على أسعار الذهب في الأسواق العالمية.

التهدئة التجارية بين الصين والولايات المتحدة وتأثيرها على الذهب

شهدت الأسابيع الماضية إشارات إيجابية بشأن تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فقد أعلنت الصين عن استثناء بعض الواردات الأمريكية من رسومها الجمركية التي تصل إلى نحو 125%، بالإضافة إلى مطالبتها للشركات الداخلية بتحديد السلع المؤهلة للاستثناء، وعلى الجانب الأمريكي، أشار الرئيس دونالد ترامب إلى إحراز تقدم في المحادثات التجارية الثنائية، حيث يُعد هذا التطور عاملاً مؤثراً في زيادة الثقة الاقتصادية العالمية مما ينعكس سلبًا على الطلب على الذهب كأداة تحوّط في مواجهة الأزمات الاقتصادية.

الأداء التاريخي للذهب والمعادن الأخرى

رغم انخفاض الأسعار مؤخرًا، بلغ الذهب مستويات تاريخية هذا العام ليتجاوز حاجز 3,500.05 دولار للأونصة، مدعومًا بارتفاع الطلب لدى البنوك المركزية وزيادة المخاوف من الأوضاع الاقتصادية العالمية، حيث حقق مكاسب تجاوزت 25% خلال العام الحالي مدفوعًا بمخاوف الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى جانب القلق من تباطؤ النمو الاقتصادي، أما بالنسبة للمعادن الأخرى، فقد شهدت الفضة انخفاضًا بنسبة 1.6% لتصل إلى 33.03 دولار للأونصة بينما حققت مكاسب إضافية للأسبوع الثالث على التوالي، وكذلك تراجع البلاديوم بنسبة 1.8% ليبلغ 936.89 دولار، وانخفض البلاتين بنسبة 0.5% ليستقر عند 965.53 دولار.

بناءً على هذه المتغيرات، يظل الذهب أداة مالية مهمة للمستثمرين في الأزمات الاقتصادية ولكنه يتأثر بالعوامل السياسية والاقتصادية والتحركات في قيمة الدولار التي تسهم في تحديد اتجاهه في الأسواق العالمية.