«مشروع ضخم».. تعرف على مدة السفر الجديدة بين المدن المغربية بـ”قطار TGV”

تسعى المملكة المغربية إلى تعزيز مكانتها كواحدة من أبرز دول العالم في قطاع النقل السككي عبر الاستثمار في مشاريع استراتيجية، ويأتي من بينها مشروع القطار فائق السرعة “البراق”، الذي يهدف للتوسع ليشمل عدة مدن بحلول 2030. هذا المشروع لا يعزز الربط بين المدن الكبرى فقط، بل يُعد خطوة رئيسية لتحفيز الاقتصاد، تطوير السياحة، وتحسين جودة الحياة للمقيمين والزوار.

مشروع القطار فائق السرعة: رؤية استراتيجية للمغرب

يُعد القطار فائق السرعة “البراق” أحد أكبر الاستثمارات التي أطلقها المغرب في مجال النقل السككي، حيث يُظهر المشروع طموح المملكة ليصبح وسيلة النقل الأولى بين المدن الكبرى. بعد النجاح الذي حققه المسار الحالي الرابط بين طنجة والدار البيضاء، يهدف التوسع إلى تأمين خيارات ربط سريعة وآمنة بين مدن رئيسية مثل مراكش، فاس، الرباط، ومطار محمد الخامس الدولي. الربط السككي الجديد لا يسهم فقط في تقليل زمن السفر بين هذه المناطق بل يُوفر بدائل اقتصادية وفعالة تُحفز التنقل الداخلي.

ويسعى المشروع لفتح آفاق جديدة في مجال اللوجستيات والنقل التجاري بين الأقاليم وكذلك تعزيز الأداء التنافسي للاقتصاد الوطني عن طريق سهولة التنقل بين مناطق الإنتاج، الاستثمار والتجارة مما يدعم تحقيق التنمية المستدامة.

ما الذي يميز القطار فائق السرعة “البراق”؟

يتميز القطار فائق السرعة بتقنيات متقدمة تجعله الخيار الأول للنقل السريع داخل المملكة. من أبرز مزاياه تقليل مدة السفر التي كانت تستغرق ساعات طويلة لتصبح دقائق معدودة؛ فعلى سبيل المثال، سيستغرق التنقل بين طنجة والرباط حوالي ساعة واحدة فقط، وبين مراكش والدار البيضاء ساعة و15 دقيقة. يتميز كذلك بالاعتماد على وسائل نقل صديقة للبيئة، حيث يسعى المشروع لتقليل الانبعاثات الكربونية مقارنة بوسائل النقل الأخرى. إلى جانب ذلك، يتيح القطار تجربة سفر مريحة مقارنة بالطرق البرية أو الطيران الداخلي، مما يجعل استخدامه مفضلاً لدى العديد من المستخدمين.

أثر القطار فائق السرعة على اقتصاد وسياحة المغرب

يُعتبر مشروع القطار “البراق” ركيزة أساسية لتعزيز البنية التحتية للنقل المغرب، فهو يسهم في جعل المدن الكبرى مراكز جذب للسياحة والاستثمار المحلي والدولي على حدٍ سواء، حيث يُسهل تنقل السياح بين المواقع التاريخية المتعددة مثل فاس ومراكش والرباط. بالإضافة إلى ذلك، يُعزز المشروع من فرص تطوير قطاعات أخرى مثل التجارة والخدمات اللوجستية من خلال سرعة نقل البضائع وربط مناطق الإنتاج بالموانئ الرئيسية.،

ومما لا شك فيه، يمثل المشروع نقلة نوعية لمستقبل النقل في المغرب وركيزة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني بحلول العقد المقبل.