«الذهب» يتراجع و«النفط» يرتفع مع تحسن الأوضاع التجارية عالميًا

شهدت الأسواق العالمية انخفاضًا ملحوظًا في أسعار الذهب اليوم الاثنين، مع تزايد شهية المستثمرين للمخاطرة مدفوعة بانخفاض التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما قلل من الإقبال على الأصول الآمنة مثل الذهب؛ بالإضافة إلى ذلك، ساهم ارتفاع الدولار الأمريكي في تعزيز الضغوط على المعدن النفيس، مما أدى إلى تسجيل انخفاض ملحوظ في قيمته.

أسعار الذهب اليوم وتأثير ارتفاع الدولار

تراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.84% حيث استقرت عند 3290 دولارًا للأوقية، بعد أن وصل إلى مستوى قياسي بلغ 3500.05 دولار في 22 أبريل/نيسان؛ وعلى الرغم من ذلك، شهدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بعض التعافي، إذ ارتفعت بنسبة طفيفة بلغت 0.04% لتصل إلى 3300.10 دولار للأوقية، بينما تأثر المعدن النفيس بارتفاع الدولار الأمريكي بنسبة 0.25% مقابل سلة من العملات العالمية، مما جعل تكلفة الذهب أعلى لحائزي العملات الأخرى، وهو ما زاد من الضغوط عليه بشكل ملحوظ.

التوترات التجارية وتأثيرها على المعدن النفيس

الهدوء النسبي الذي ساد في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين عزز من تفاؤل الأسواق المالية، حيث أشار البيت الأبيض إلى الانفتاح على تهدئة الخلاف التجاري المستمر بين أكبر اقتصادين في العالم، مما أدى إلى انحسار الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب بشكل ملحوظ، وصرح تيم واترر، كبير محللي السوق في “كيه سي إم تريد”، بأن الأسواق تشعر بمزيد من التفاؤل مقارنة ببداية شهر أبريل/نيسان الحالي، ما يعكس تحسنًا نسبيًا في المزاج العام للمستثمرين.

مستقبل الذهب في ظل الظروف الاقتصادية

من الملاحظ أن الظروف الاقتصادية العالمية، ولا سيما المفاوضات المتعلقة بالتجارة بين الولايات المتحدة والصين، تلعب دورًا كبيرًا في توجه أسعار الذهب؛ فيما يتعلق بالدولار، فإن الوضع النقدي والسياسات الفيدرالية الأمريكية تؤدي دورًا رئيسيًا في تشكيل نمط الطلب العالمي على المعدن الأصفر، وتشير التوقعات إلى احتمالية استمرار الضغوط على الذهب مع زخم التحسن في الأسواق الخطرة وتعافي العملات الدولية، ومع ذلك، قد يؤدي أي تصعيد جديد في الصراعات التجارية أو السياسية إلى إعادة الطلب على الذهب كمصدر أمان للمستثمرين.

علاوة على ذلك، يترقب المستثمرون أيضًا نتائج المحادثات النووية الجارية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان وتأثيرها على الأسواق العالمية، بالإضافة إلى التوجهات المحتملة لمجموعة أوبك بلس بشأن زيادة إمدادات النفط؛ كل هذه العوامل تساهم في تعزيز التقلبات وتغير توجه المستثمرين بين الأصول الآمنة والأصول الخطرة حسب التطورات الجارية في السوق.