«حراك كبير».. الشيوعي العراقي يسعى لتشكيل تحالف انتخابي لمواجهة القوى التقليدية

يشهد العراق حراكًا سياسيًا مكثفًا يهدف إلى تشكيل تحالف مدني كبير يستعد لخوض انتخابات مجلس النواب المقبلة، ويأتي هذا الحراك لمواجهة القوى التقليدية التي تسيطر على المشهد السياسي منذ سنوات، حيث تسعى القوى الوطنية والمدنية إلى تنظيم تحالف انتخابي شامل يضم نخبة من الأحزاب والتيارات السياسية والشخصيات البارزة لتعزيز الديمقراطية في البلاد وتحقيق تغيير حقيقي يخدم طموحات الشعب العراقي.

تحالف مدني يهدف إلى مواجهة القوى التقليدية

أفاد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، أن الحوارات السياسية بين الأطراف المختلفة قد بلغت مستويات متقدمة خلال الأيام الأخيرة، حيث أُجريت مناقشات مكثفة بين أكثر من 20 حزبًا وتيارًا سياسيًا بالإضافة إلى شخصيات بارزة في المجتمع، وتهدف هذه الحوارات إلى تشكيل تحالف مدني قوي لخوض الانتخابات بقوة موحدة تُمثل قوى الشعب وتطلعاته الوطنية، كما أعلن فهمي أن الباب لا يزال مفتوحًا للجهات الأخرى التي ترغب في الانضمام إلى هذا التحالف الذي يصفه البعض بالخطوة الأكبر في العمل المدني والسياسي لمجابهة احتكار القوى التقليدية للمشهد الانتخابي.

أهداف التحالف المدني في المشهد الانتخابي

يسعى التحالف المدني إلى توفير بديل سياسي للقوى التقليدية التي هيمنت على مقاعد البرلمان العراقي، وذلك عبر خلق مساحة ديمقراطية تجمع القوى الديمقراطية والمدنية بعيدًا عن النزاعات الطائفية والاحتكارات السياسية، كما يتمثل أحد أبرز أهداف التحالف في تعزيز وعي الناخب العراقي نحو الخيارات السياسية التي تعكس طموحات الشعب، وليس مصالح ضيقة أو تحالفات مبنية على المحاصصة، إضافة إلى السعي لتحقيق إصلاحات سياسية واجتماعية تلامس حياة المواطنين اليومية من خلال برامج تنموية واستراتيجيات اقتصادية تؤدي لتغيير فعلي في مستويات المعيشة والخدمات العامة.

مقاطعة الانتخابات السابقة: موقف الحزب الشيوعي العراقي

يُذكر أن الحزب الشيوعي العراقي كان قد اتخذ قرارًا بمقاطعة انتخابات عام 2021 احتجاجًا على الظروف السائدة آنذاك، مثل تفشي الفساد وعمليات القتل والاختطاف والترويع وغياب الشفافية في العملية الانتخابية، حيث شدد الحزب على أن المناخ الانتخابي وقتها لم يكن ملائمًا لإجراء انتخابات نزيهة، مؤكدًا أن الشروط الضرورية لإجراء عملية انتخابية حرة وعادلة لم تكن متوفرة، وهو الأمر الذي دفعهم للانسحاب التام من المشاركة، وجاءت تلك الخطوة في سياق دعم أهداف الانتفاضة الشعبية التي طالبت بتغيير سياسي شامل يتجنب تكرار السيطرة المطلقة للقوى التقليدية.

في ظل التحديات السياسية والاجتماعية التي يمر بها العراق، يحمل التحالف الجديد آمالًا واسعة في إحداث نقلة نوعية في العملية الديمقراطية، ويؤكد القائمون عليه أن نجاحه يعتمد بصورة كبيرة على وعي الناخبين وقدرتهم على انتقاء ممثليهم على أساس الكفاءة والشفافية، بعيدًا عن الضغوطات السياسية والمصالح الحزبية الضيقة.