«هبوط حاد» لأسعار النفط.. خام برنت يتراجع إلى 65.78 دولاراً!

شهدت أسعار النفط الخام تراجعًا ملحوظًا في بداية تعاملات هذا الأسبوع، متأثرة بالعديد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي أثرت على توقعات المستثمرين. الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين تُعد العامل الرئيسي المسبب لهذا الانخفاض، إذ أدت إلى ضعف الطلب العالمي على النفط، مما أثّر على الأسعار في الأسواق العالمية.

تأثير الحرب التجارية على أسعار النفط

الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين تسبب ضغطًا كبيرًا على أسواق النفط، إذ يؤثر التوتر التجاري سلبًا على توقعات النمو الاقتصادي العالمي. مع تصاعد الرسوم الجمركية بين الطرفين، تتراجع الأنشطة الاقتصادية التي تدفع الطلب على النفط في الصناعات المختلفة. وبحسب التقارير، انخفض سعر العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.09 دولار، ما يعادل 1.63%، ليصل إلى 65.78 دولار للبرميل، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بواقع 1.15 دولار، أي بنسبة 1.82%، ليسجل 61.87 دولار للبرميل.

معنويات السوق والمستثمرين

شهدت الأسواق حالة من عدم الاتزان في ظل التوترات المستمرة بين واشنطن وبكين، حيث غلب التشاؤم على معنويات المستثمرين. المحلل جون إيفانز من شركة الوساطة “بي في إم” صرّح بأن الحرب التجارية تتجاوز بقوتها في التأثير القضايا الأخرى التي قد تلعب دورًا في تغيّر أسعار النفط، مثل المحادثات النووية مع إيران والخلافات بين أعضاء “أوبك+”. الجدير بالذكر أن خام برنت ورغم تسجيله ارتفاع طفيف في الجلستين الماضيتين، إلا أنه أغلق بشكل سلبي خلال الأسبوع الماضي بانخفاض تجاوز 1%.

إشارات متضاربة وموقف الأسواق

الأسواق العالمية تعاني التذبذب نتيجة الإشارات المتضاربة القادمة من الجانبين الأمريكي والصيني. من جهة، تأتي تصريحات الحكومة الأمريكية، مثل تلك التي أدلى بها وزير الخزانة سكوت بيسنت، بأنها لن تؤكد وجود أي تقدم فعلي في المفاوضات مع الصين، بينما تنفي بكين أي محادثات تجارية متقدمة. هذه التصريحات المتناقضة تعمّق الشكوك بشأن إمكانية الوصول إلى هدنة تجارية قريبة، مما يزيد الضغط على الاقتصاد العالمي ويؤثر سلبًا على أسعار النفط.

في ختام الأمر، يُلاحظ أن أسعار النفط تتأثر بشكل متزايد بالعوامل السياسية والاقتصادية العالمية، مما يجعل متابعة تطورات الحرب التجارية وتوترات الشرق الأوسط أمرًا بالغ الأهمية لفهم الاتجاهات السعرية المستقبلية. استقرار الأسواق يحتاج إلى وضوح في السياسات والإجراءات بين اللاعبين الرئيسيين، بجانب تحسن المناخ الاقتصادي العالمي.