«انخفاض الأسعار» يثير قلق المتداولين.. هل يشهد النفط تقلبات جديدة؟

أسعار النفط تتراجع للمرة الثانية على التوالي وسط ترقب عالمي حيال تطورات المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فضلًا عن الأوضاع المحيطة بالعقوبات الأمريكية على إيران واحتمالات زيادة إنتاج أوبك+، وتأثير ذلك على وفرة المعروض النفطي عالميًا. هذه العوامل أدت إلى عدم استقرار التوقعات بشأن الطلب على النفط وأسعار الطاقة خلال الفترة المقبلة، ما يزيد من ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي.

تراجعات أسعار النفط اليوم وأبرز الأسباب

تشهد أسعار النفط تراجعًا كبيرًا في يومها الثاني على التوالي، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو إلى نحو 64.5 دولار للبرميل، بخسارة قدرها 0.45% مع استمرار تباطؤ الطلب، كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 61.76 دولار للبرميل بانخفاض 0.55%. هذه التراجعات جاءت على خلفية تزايد حدة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وانعكاسها على الطلب العالمي للنفط، خاصة وأن الصين واحدة من أكبر المستهلكين على مستوى العالم.

بالإضافة إلى ذلك، أشار خبراء في بنك باركليز يوم الإثنين إلى أن التوترات التجارية المتصاعدة قد أضرّت بالتوقعات لسعر خام برنت لعام 2025، مما دفع البنك لخفض التقديرات بأربعة دولارات إضافية ليصبح متوسط السعر المستهدف 70 دولارًا للبرميل، مع توجيه الأنظار إلى زيادة المعروض النفطي من قبل أوبك+ كمساهم رئيسي في الضغوط على الأسعار.

دور أوبك+ في تشكيل أسعار النفط

استمرار حالة الضبابية يتعلق بموقف تحالف أوبك+، الذي أصبح من المرجح أن يقرر زيادة إنتاج النفط مجددًا خلال يونيو المقبل، حيث يتوقع مراقبون أن تسفر الاجتماعات المقبلة عن توصيات بتسريع وتيرة ضخ الإنتاج. يتزامن هذا مع احتمالية زيادة مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 500 ألف برميل للأسبوع المنتهي في 15 أبريل، وفقًا للتقديرات الأولية الصادرة عن الأسواق.

بينما تعمل أوبك+ على موازنة الإنتاج في ظل الظروف العالمية، تواجه ضغوطًا كبيرة نتيجة توقعات فائض في المعروض قد يصل إلى مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري، الأمر الذي يضع التساؤلات حول قدرة الأسواق على استيعابه في ظل انخفاض الطلب.

ترقب عالمي لمعطيات الساحة النفطية

تشهد الأسواق النفطية حالة من الترقب بشأن المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، خاصة مع الإشارات المتضاربة. في حين أعرب المستثمرون عن قلقهم إزاء نتائج هذه المحادثات، فإن أي تعثر فيها قد يؤدي إلى تقليص واردات الصين من النفط ويؤثر سلبًا على الأسعار. كذلك، تلعب المفاوضات النووية الجارية بين إيران والولايات المتحدة دورًا كبيرًا في توجيه الأسعار مع استمرار النقاشات حول إعادة النفط الإيراني إلى السوق العالمية. تصريحات وزير الخارجية الإيراني التي أبدت حذرًا إزاء الوصول لاتفاق نووي ناجح ضاعفت من هذا القلق المتداول في الأسواق.

بوجه عام، يظل سوق النفط حساسًا لتطورات الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية. ومع استمرار حالة الشكوك المحيطة بمستقبل الطلب والمعروض، من المتوقع أن تواجه الأسواق مزيدًا من التحديات التي قد تؤثر بشكل مباشر على مسار الأسعار خلال الأشهر المقبلة.