«انخفاض مفاجئ» في أسعار النفط اليوم يربك الأسواق ويثير مخاوف التجار

شهدت أسعار النفط خلال الساعات الأخيرة تقلبات ملحوظة، حيث تسود مخاوف بشأن انخفاض الطلب العالمي على النفط نتيجة للتوترات السياسية والاقتصادية بين القوى العظمى مثل الولايات المتحدة والصين، هذه التوترات كان لها تأثير كبير على الأسواق العالمية للنفط، مما أدى إلى تراجع أسعار خام برنت وغرب تكساس وتفاقم حالة الحذر بين المستثمرين، وهو ما يُثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل سوق النفط العالمي.

تراجع أسعار النفط اليوم نتيجة التوترات التجارية

انخفض سعر خام برنت بنسبة واضحة حيث بلغ التراجع 52 سنتًا ليصل إلى 65.34 دولارًا للبرميل، كما تراجعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 18 سنتًا لتستقر عند 61.60 دولارًا، الأسباب وراء هذا التراجع تعود أساسًا إلى تصعيد أمريكا للرسوم الجمركية والذي ساهم بشكل كبير في تعميق الخلاف مع الصين، حيث وردت الصين بتطبيق رسوم مضادة مما ساهم في بث القلق بين المستثمرين حول مستقبل استهلاك الطاقة على المستوى العالمي، أضف إلى ذلك المخاوف من الركود الذي قد يعصف بالاقتصاد الدولي نتيجة لهذه التوترات التجارية.

التوقعات طويلة المدى لأسعار النفط عالميًا

في إطار تحليل توقعات أسعار النفط مستقبلًا، قام بنك “باركليز” بخفض توقعاته لسعر خام برنت خلال عام 2025، حيث أشار إلى إمكانية وصول الأسعار إلى 70 دولارًا فقط للبرميل، ويرجع هذا الخفض في التوقعات إلى احتمال زيادة المعروض النفطي نتيجة تغييرات محتملة في سياسات الإنتاج التي تتبعها منظمة “أوبك+”، هناك أيضًا بعض المصادر التي صرحت بأن بعض الدول الأعضاء في المنظمة قد تسعى إلى رفع الإنتاج النفطي بدءًا من يونيو القادم، هذا التوجه قد يؤدي إلى ضغط إضافي على أسعار النفط العالمية باتجاه الانخفاض.

زيادة محتملة في المخزون النفطي الأمريكي

تُشير بعض التقديرات المبدئية إلى أن المخزون النفطي في الولايات المتحدة قد شهد ارتفاعًا بنحو 500 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي، هذا الارتفاع يأتي في وقت تستمر فيه الأسواق بترقب إعلان البيانات الرسمية التي ستظهر الوضع الحقيقي للمخزون النفطي الأمريكي، ولا يمكن تجاهل التأثير السلبي لهذا الارتفاع المتوقع على أسعار النفط العالمية، إذ إن أي زيادة في المخزون تؤدي عادة إلى تراجع الزخم الشرائي من جانب الدول والشركات المستوردة، وهو ما قد يُضعف الطلب بشكل أكبر.

في الختام، يبدو أن سوق النفط يمر بفترة من التحديات المتعددة تشمل التوترات التجارية بين الدول الكبرى والتغيرات في سياسات الإنتاج بجانب تقلبات المخزون، ومع استمرار هذه العوامل، تظل توقعات أسعار النفط غير مستقرة، ما يجعل السوق في حالة من الغموض المستمر.