«انخفاض كبير» في أسعار الذهب مع ارتفاع الدولار وإعفاء رسوم السيارات بأمريكا

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا وسط آمال في حدوث تهدئة بشأن السياسات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث انخفض المعدن النفيس متأثرًا ببيانات اقتصادية وتصريحات إيجابية حول تخفيف الرسوم الجمركية الأمريكية على السيارات وقطع الغيار المستوردة، فيما عزز ذلك من ارتفاع مؤشر الدولار، الذي جعل الذهب أكثر كلفة بالنسبة للمشترين الذين يتعاملون بعملات أخرى، مما أدى إلى إضعاف الطلب على الملاذ الآمن.

أسباب انخفاض أسعار الذهب وتأثير الرسوم الجمركية

تشير التطورات الأخيرة إلى أن قرارات الإدارة الأمريكية حول تخفيف الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة وقطع الغيار قد دفعت المستثمرين إلى الابتعاد عن الذهب كمصدر أمان مالي، حيث انخفض سعر السبائك بنسبة 1.2% ليصل إلى 3,305.23 دولار للأوقية، بعدما كان قد شهدت الأسواق ارتفاعًا طفيفًا في وقت سابق، ويتزامن هذا مع تصريحات من البيت الأبيض حول رفع رسوم جمركية متعلقة بقطع الغيار؛ مما عزز تفاؤلًا حذرًا في الأسواق المالية وأسهم في دعم قوة الدولار الأمريكي، وهو ما أثر بشكل سلبي على أسعار الذهب.

دور الدولار الأمريكي والنظرة المستقبلية لأسعار الذهب

ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2%، ما جعل أسعار الذهب أكثر كلفة على المشترين الدوليين، خاصة مع ارتباط السبائك بالدولار كعملة رئيسية، وعلى الرغم من هذا الاتجاه، ما زالت الأسواق تراقب عن كثب تطورات البيانات الاقتصادية الأمريكية، خاصة تلك المتعلقة بسوق العمل والتضخم، حيث من المتوقع أن يحدد هذا مسار السياسات النقدية للاحتياطي الفيدرالي، ومن المحتمل أن تشهد أسعار الذهب ارتفاعًا جديدًا في حال قرر الاحتياطي خفض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد، وهو ما قد يدفع بالاستثمارات نحو المعدن الأصفر بدلًا من الاستثمارات الأخرى.

العلاقات الأمريكية الصينية وتأثيرها على المعدن النفيس

ما تزال العلاقات التجارية المتوترة بين الولايات المتحدة والصين تلقي بظلالها على الأسواق العالمية، خاصة مع تحذيرات دبلوماسية متبادلة بين البلدين، فقد رفضت الصين الرضوخ لتهديدات فرض رسوم إضافية، مما يدعم توقعات استمرار حالة التوتر وانعكاس ذلك على الطلب الآمن للذهب، حيث شهد المعدن النفيس ارتفاعًا بنسبة تتجاوز 25% منذ بداية العام بسبب تصاعد المخاوف التجارية وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وبدون تهدئة حقيقية بين الطرفين، قد تكون أسعار الذهب عُرضة لتقلبات جديدة.

على الرغم من التراجع الحالي، لا يمكن إغفال دور التدفقات المالية إلى صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب واستمرار عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية، وقد تسهم هذه العوامل في دعم استقرار الطلب على المدى الطويل، مما يعكس تنوعًا في العوامل المؤثرة على حركة أسعار الذهب عالميًا.