«انتزاع الحقوق».. تهامة تبني مشروع النهضة بوعي يقود المستقبل

تعدّ تهامة بموقعها الجغرافي وثقافتها العريقة جزءًا مهمًا من النسيج الوطني والمشهد الإقليمي الذي يفرض حضوره بآماله وتحدياته، فقد تعرضت هذه المنطقة لتهميش سياسي واقتصادي طويل من قوى الهيمنة التقليدية، ولكن إرادة أبنائها بدأت تعيد صياغة معادلات التوازن والكرامة، مما يضعها في موقع مركزي يوجب التوقف أمام دورها وحضورها المتصاعد.

معاناة تهامة وحق تقرير المصير

منطقة تهامة عاشت لعقود طويلة تهميشًا وحرمانًا بفعل سياسات السيطرة المركزية التي دفعت بها إلى هامش القرار، إذ حُرمت من التمثيل السياسي والتنمية الاقتصادية العادلة، وهذا الوضع يجعل حق تقرير المصير والعدالة مطلبًا مشروعًا ومعترفًا به وفق المواثيق الدولية. أبناؤها يعانون الإقصاء والتهميش بأبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ما جعلهم يتنفسون يوميًا قهرًا مركبًا فرضته الأحزاب المركزية والقوى المتنفذة. مع ذلك، فإن تهامة بدأت تظهر قوتها من خلال وعي جماعي يتبلور لدعم مطالبها المشروعة في مواجهة الظلم.

المشروع التهامي بين الوعي والتنظيم

الوعي التهامي لم يعد مجرد ردة فعل على سنوات التهميش والاضطهاد، بل تحوّل إلى مشروع منظم يتطلع إلى تحقيق الشراكة المتوازنة والتنمية المستدامة، فمن خلال إصرار أبنائها على الانتقال من مرحلة التبعية إلى مرحلة التأثير، أصبحت تهامة رمزًا للنهوض والدفاع عن الحقوق. يتميز المشروع التهامي اليوم بوضوح رؤيته، حيث يطمح لإعادة توزيع الموارد وتنظيم إدارة الشراكة مع الداخل والخارج وفق أسس عادلة، بعيدًا عن لغة الابتزاز أو التصعيد. همّه الأول تحقيق التنمية وتمكين أبناء المنطقة من استعادة حقوقهم المسلوبة.

أهمية تهامة في تحقيق التوازن الإقليمي

تهامة ليست مجرد منطقة جغرافية، بل تشكل محورًا مهمًا في معادلة التوازن الإقليمي، فهي تمتلك شريطًا ساحليًا يمر عبر أحد أهم الشرايين البحرية في العالم، إلى جانب مواردها الزراعية والبحرية الغنية. هذه المقومات تجعلها عنصرًا أساسيًا لتحقيق استقرار المنطقة، ما يفرض على المجتمع الدولي والأطراف المحلية دعم مشروعها النهضوي الذي يستند على شراكات واعية ومخططات مدروسة. ومع هذا يأتي خطاب تهامة خاليًا من المبالغات، فهو لا يرفع شعارات فارغة، بل يرتكز على مطالب واضحة ومشاريع مبنية على التخطيط والعقلانية.

إن تحولات تهامة الراهنة تعكس بداية مرحلة جديدة تكتب بمفردات الحرية والكرامة والشراكة؛ فأبناء تهامة لا ينتظرون الدعم فقط، بل يبتكرون الحلول ويبنون أدواتهم بأنفسهم، مما يجعلها أكثر من مجرد قضية حقوقية إلى مشروع استراتيجي متكامل يطمح إلى تغيير المشهد الداخلي والإقليمي على حد سواء.