ستيلانتس تغلق مصنعها الكندي مجددًا وتنقل إنتاج شاحناتها من المكسيك

تسعى شركة ستلانتيس، الرائدة في مجال صناعة السيارات، إلى إعادة تنظيم استراتيجية إنتاجها وتحقيق فوائد اقتصادية من خلال نقل جزء من إنتاج شاحنات البيك أب من المكسيك إلى الولايات المتحدة. تهدف هذه الخطوة إلى التهرب من الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضتها السياسات التجارية الأمريكية، مع تعزيز معدل المحتوى الأمريكي في مركباتها، وهو ما يتيح للشركة تحسين تنافسيتها وزيادة ابتكاراتها الإنتاجية.

أثر السياسات الجمركية على صناعة السيارات

تسببت سياسات الإدارة الأمريكية السابقة في ضغوط كبيرة على صناعة السيارات، حيث فرضت رسومًا باهظة على الواردات من دول متعددة، بما في ذلك المكسيك. ومع إدخال تعديلات حديثة ترتبط باتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، أُتيحت الفرصة لمصنعي السيارات لتخفيض الرسوم الجمركية حسب معدل المكونات المحلية في المركبات. الشروط تشمل خصومات تصل إلى 3.75% للسنة الأولى و2.5% للسنة الثانية من قيمة البيع؛ مما يشجع الشركات على زيادة نسب التصنيع المحلي لتقليل التكاليف التشغيلية وتعزيز الربحية.

تفاصيل عملية التوريد والإنتاج لشركة ستلانتيس

وفقًا لدوج أوستيرمان، المدير المالي لشركة ستلانتيس، فإن الشركة تعمل على تعديل خطوط توريد مكونات المركبات لديها. الهدف الرئيسي من ذلك هو رفع نسبة المحتوى المحلي لتتماشى مع متطلبات اتفاقية USMCA. حاليًا، تحتوي المركبات المُصنّعة في الولايات المتحدة على نسبة 80% من المكونات المحلية. إذا تمكنت ستلانتيس من تعزيز هذه النسبة لتصل إلى 85%، فستتمكن من تقليل الرسوم الجمركية بشكل كبير، وبالتالي زيادة تنافسيتها داخل السوق. يُتوقع أن يتفاوت الزمن اللازم لتحقيق ذلك بين الموردين، حيث يمكن للموردين الذين يمتلكون طاقة إنتاجية إضافية في الولايات المتحدة تنفيذ التغيير سريعًا، أما الآخرون، فقد يستغرقون وقتًا أطول.

التحديات والمستقبل الإنتاجي لشاحنات البيك أب

بالإضافة إلى تغيير استراتيجيات الإنتاج، تواجه ستلانتيس تحديات متنوعة في مواقعها التصنيعية الأخرى. أفادت تقارير حديثة بتعليق الإنتاج في مصنعها في وندسور، أونتاريو، لمدة أسبوع كامل بدءًا من 5 مايو. يُرجع البعض هذا القرار إلى تقييم الشركة لتأثير الرسوم الجمركية والشروط الاقتصادية الجديدة، خصوصًا على المركبات التي ينتجها المصنع، مثل دودج تشارجر وكرايسلر باسيفيكا. تُشير هذه التحركات الاستراتيجية إلى أن الشركة تسعى ليس فقط إلى تحسين إنتاجها في الولايات المتحدة، ولكن أيضًا إلى تبني نهج شامل للتعامل مع التحديات الدولية والإقليمية، مما يؤكد استجابة الشركة المرنة للتغيرات الاقتصادية المطلوبة.

تعتبر استراتيجية شركة ستلانتيس خطوةً حاسمةً للتكيف مع التطورات الجديدة في التجارة الدولية، مما يعزز مكاسبها الاقتصادية وقدرتها على منافسة الشركات العالمية.