«الذهب يلمع» بريقه… يسجل أعلى مستوى له في أسبوعين اليوم

شهدت أسعار الذهب زيادة ملحوظة اليوم نتيجة زيادة الطلب على الملاذات الآمنة على خلفية التوترات الناجمة عن خطط الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث تزامن هذا الارتفاع مع ترقب المستثمرين لاجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، الذي قد يلقي الضوء على توجهات السياسة النقدية وسعر الفائدة في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية.

ارتفاع أسعار الذهب ودور الرسوم الجمركية

ارتفع سعر الذهب في الأسواق الفورية بنسبة 1.4%، ليصل إلى 3380.92 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى يحققه الذهب في أسبوعين كاملين، بينما زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 2% لتصل إلى 3389.90 دولار. يعزى هذا النمو إلى زيادة المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية التي أعلن عنها ترامب، خاصة الرسوم بنسبة 100% على جميع الأفلام المستوردة إلى الولايات المتحدة. لا تزال تفاصيل تطبيق هذه الرسوم غير واضحة، لكن الإعلان دفع المستثمرين إلى اللجوء للذهب كملاذ آمن خوفًا من تقلبات الأسواق.

مستقبل السياسة النقدية وأثرها على الذهب

تتجه الأنظار حاليًا إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقرر عقده قريبًا، حيث يتوقع أن يعلن رئيسه جيروم باول عن قرارات تحدد مستقبل أسعار الفائدة. أبقى المجلس الفيدرالي على أسعار الفائدة في نطاق 4.25% إلى 4.50% منذ ديسمبر الماضي، لكن هناك توقعات بأن أي تلميحات نحو تخفيض سعر الفائدة قد تؤدي إلى دفع أسعار الذهب نحو المزيد من المكاسب. هذه القرارات تمثل محورًا رئيسيًا لأن السياسة النقدية التيسيرية عادة ما تزيد الطلب على الذهب، الذي يعتبر وسيلة للتحوط ضد التضخم وتقلبات الأسواق المرتبطة بأسعار الفائدة.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم تقتصر المكاسب على الذهب فقط بل امتدت إلى المعادن النفيسة الأخرى، حيث ارتفعت الفضة بنسبة 1.5% لتصل إلى 32.99 دولار للأوقية، بينما سجل البلاتين زيادة بنسبة 1.3% ليصل إلى 971.24 دولار. أما البلاديوم فقد شهد نموًا بنسبة 0.5% ليصل إلى 945.75 دولار. تعبر هذه المكاسب عن زيادة الطلب على المعادن الثمينة كأصول آمنة وسط الأجواء العالمية المليئة بعدم اليقين السياسي والاقتصادي، كما يرتبط ذلك بالاتجاه العام نحو شراء الأصول التي لا تدر عائدًا في حال استمرت أسعار الفائدة بالانخفاض.

بقيت التوقعات مستقرة بأن الذهب سيواصل جذب المستثمرين في ظل الظروف الحالية، سواء بسبب الرسوم الجمركية التي تزيد القلق أو القرارات النقدية المتوقعة، مما يجعل المعدن النفيس خيارًا أكثر جاذبية للتحوط من المخاطر الاقتصادية المقبلة.