«تراجع قياسي» للذهب وسط توقعات بحل النزاع التجاري بين أميركا والصين

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا اليوم في ظل تقليص الإقبال على الأصول الآمنة، مدفوعة بالتفاؤل إزاء بدء الحوار التجاري بين الولايات المتحدة والصين، في الوقت الذي يستعد فيه المستثمرون لمتابعة اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي وسط ترقب للسياسات النقدية المقبلة، مما يعزز التقلبات في الأسواق مع زيادة التوقعات بشأن مسار أسعار الفائدة وتوجهاتها.

تراجع أسعار الذهب وسط مفاوضات تجارية بين الولايات المتحدة والصين

هبطت أسعار الذهب الفوري بنسبة 1.2 بالمئة لتسجل 3,388.67 دولار للأونصة عند الساعة 02:25 بتوقيت غرينتش، بينما انخفضت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 0.7 بالمئة لتصل إلى 3,397.70 دولار، ويعكس هذا التراجع الإقبال المتزايد نحو الأصول ذات المخاطرة المرتفعة مع ظهور بوادر حقيقية على استئناف المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث يُتوقع أن يجتمع مسؤولو الجانبين في سويسرا لبحث القضايا المتعلقة بالتجارة الدولية وفرض الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين، والتي كان لها الأثر الكبير في زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي.

تأثير قرارات الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الذهب

يترقب المشاركون في السوق نتائج اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، حيث يتوقع أن تُبقي اللجنة على أسعار الفائدة دون تغيير لتجنب اتخاذ قرارات تؤدي إلى زعزعة الأسواق، ومع ذلك فإن التوقعات تشير إلى إحتمالية خفض الفائدة بمقدار 80 نقطة أساس هذا العام، الأمر الذي يُمكن أن يعيد دعم الذهب باعتباره أداة تحوط قوية ضد تقلب السياسات النقدية وضعف الدولار الأميركي، كما تُعد تصريحات جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، ذات أهمية خاصة للمستثمرين للحصول على رؤية أوضح حول مستقبل السياسات النقدية.

الذهب كملاذ آمن وتأثيره في ظل التوترات التجارية

لطالما كان الذهب هو الملاذ الآمن في أوقات التوترات الاقتصادية والسياسية، إلا أن بدء محادثات إيجابية بين الولايات المتحدة والصين قد أدى إلى تراجع المخاوف ومن ثم تراجع الاهتمام بالأصول الآمنة مثل الذهب، ومع ذلك فإن أي تعثر في المحادثات أو اتجاه نحو تصعيد التوترات مرة أخرى قد يُعيد الزخم لصالح الذهب والمعدن النفيس بشكل عام، وتتأثر حركة الذهب أيضًا بتحولات أسواق المعادن الأخرى مثل الفضة التي انخفضت بنسبة 0.9 بالمئة إلى 32.93 دولار للأونصة، والبلايتنيوم الذي سجل هبوطًا بنسبة 0.6 بالمئة ليصل إلى 979.07 دولار، والبلاديوم الذي شهد انخفاضًا بنسبة 0.4 بالمئة ليستقر عند 970.28 دولار.

في ظل التطورات المرتقبة وزيادة التقلبات في الأسواق، يظل الذهب أداة جذب أساسية للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن، خاصة في ظل تضارب المصالح والسياسات التجارية العالمية، حيث تؤثر هذه التوترات بشكل مباشر على تحركات الذهب ومعدلات نمو الاقتصادي العالمي.