«الذهب» يتصدر المشهد.. والفضة تثير التساؤلات حول غياب المنافسة!

تُعتبر المعادن النفيسة، مثل الذهب والفضة، واحدة من أفضل الخيارات الاستثمارية في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، إذ يبرز الذهب بكونه ذخراً رئيسياً وملاذاً آمناً خلال الأزمات مع صمود تاريخي كمخزن للقيمة، بينما تلعب الفضة دوراً مميزاً يجمع ما بين الاستثمار والصناعة، حيث تدخل في تطبيقات متنوعة مثل الطاقة الشمسية والإلكترونيات، ما يجعلها أكثر تقلباً مقارنة بالذهب في بعض الأحيان.

الذهب والفضة: مقارنة الأداء والاستثمار

يتميز الذهب بتفوقه الاستثماري مقارنة بالفضة، حيث يعد الأكثر طلباً من البنوك المركزية والمستثمرين حول العالم كما حققت أسعاره في السنوات الأخيرة ارتفاعات قياسية مدفوعة بأسباب جيوسياسية واقتصادية متزايدة، على الجانب الآخر، تبقى الفضة ملاذاً للمستثمرين الأصغر حجماً، حيث تُعتبر بديلاً جذاباً بفضل أسعارها الأقل وتطبيقاتها الصناعية المتعددة، تتأثر الفضة بتقلبات الأسواق بشكل أكبر نتيجة ارتباطها المباشر بالطلب على المنتجات الصناعية مثل الألواح الشمسية والأجهزة الإلكترونية، ما يمنح الذهب ميزة الاستقرار النسبي.

توقعات أسعار الذهب والفضة في الأسواق

وفق تقارير اقتصادية صدرت عن بنك “غولدمان ساكس”، يتوقع أن تستمر أسعار الذهب بالارتفاع لتصل إلى مستويات قياسية في السنوات المقبلة، إذ يُرجح أن يصل متوسط السعر إلى نحو 3700 دولار للأونصة مع احتمالية بلوغه 4000 دولار بحلول منتصف عام 2026، أما بالنسبة للفضة، فتتوقع الأسواق نمو أسعارها إلى 33 دولاراً للأونصة خلال عام 2025، بينما قد تتجاوز 34 دولاراً في عام 2026، يُعزى ذلك إلى زيادة استخداماتها الصناعية وتوجهات الدول في تأمين احتياجاتها منها خاصة في مجال الطاقة المتجددة.

منافسة الفضة للذهب كمخزن للقيمة

في ظل ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات مرتفعة، يختار بعض المستثمرين التوجه نحو الفضة كبديل استثماري أقل تكلفة، وفي حين تعتمد استثمارات الذهب بشكل أساسي على كونه ملاذاً آمناً، تمتاز الفضة بتقديم قيمة مزدوجة كأداة استثمارية وسلعة صناعية، ومع ذلك، يبقى الاستثمار في الفضة محفوفاً بتحديات مثل تقلب الأسعار وصعوبة تحديد النقاء، وفق ما أشار خبراء اقتصاديون، ورغم ذلك، يُمكن تعزيز قيمة الفضة في المستقبل مع تغير استراتيجيات السوق واستخداماتها الصناعية؛ مما يجعلها منافساً محتملاً للذهب في الأوقات المقبلة.

كمحصلة نهائية، يشكل كل من الذهب والفضة أصولاً حيوية للمحافظ الاستثمارية متباينة الأهداف، حيث يظل الذهب الخيار الأول في أوقات الاضطرابات الكبرى، بينما تُوفر الفضة فرصاً ديناميكية تجمع بين التنوع الصناعي وجاذبية الأسعار، ما يجعلها خياراً بارزاً للمستثمرين الباحثين عن بديل قوي ومفيد على المدى الطويل.