«تراجع كبير» في أسعار الذهب اليوم.. خبير يوضح أسباب الهبوط المفاجئ

انخفضت أسعار الذهب بشكل ملحوظ اليوم، ما أثار تساؤلات المستثمرين والاقتصاديين حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع، فالذهب يعتبر أحد الملاذات الآمنة التي تتأثر بمتغيرات عديدة، أبرزها السياسات النقدية للبنوك المركزية، الاتفاقات التجارية العالمية، والتوترات الجيوسياسية، مما جعله سلعة متأثرة بشكل مباشر بالأحداث العالمية والمحلية.

تراجع أسعار الذهب اليوم وعوائق الاقتصاد العالمي

تراجع سعر الذهب عيار 21 بمقدار 55 جنيهًا ليصل إلى 4745 جنيهًا، وانخفضت الأوقية عالميًا بمقدار 27 دولارًا لتسجل 3343 دولارًا، يعود هذا الانخفاض جزئيًا إلى الأنباء الإيجابية حول اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة؛ حيث تم الكشف عن إعفاء المملكة المتحدة من الرسوم الجمركية الأمريكية، مما عزز التفاؤل بتحسن النمو الاقتصادي ودفع المستثمرين للاتجاه نحو أصول استثمارية أخرى غير الذهب، وفقًا لتصريحات سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، شهدت معظم الأعيرة انخفاضات كبيرة، إذ سجل عيار 24 حوالي 5423 جنيهًا، وعيار 18 وصل 4067 جنيهًا، بينما الجنيه الذهب بلغ 37960 جنيهًا.

من العوامل الداعمة لتراجع الذهب تثبيت أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الرئيسية، ممثلة بالفيدرالي الأمريكي، مما يؤدي إلى تقليل اهتمام المستثمرين بشراء الذهب كملاذ آمن في ظل الاستقرار النسبي للأسواق النقدية.

تأثير قرارات الفيدرالي الأمريكي على أسعار الذهب

قررت لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تثبيت أسعار الفائدة ضمن نطاق 4.25% – 4.50%، وهذا القرار أثر بشكل مباشر على أسعار الذهب عالميًا، فقد أعلن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن إدارة الاقتصاد الأمريكي ما زالت تواجه تحديات مع بقاء المخاطر التجارية غير مؤثرة حاليًا، ولكنه استبعد تخفيض الفائدة قريبًا، مما دفع المستثمرين للابتعاد عن الذهب كخيار استثماري في الوقت الراهن، ومن جهة أخرى، هذا القرار يعكس استقرار السياسة النقدية الأمريكية مؤقتًا بالرغم من المخاطر العالمية المستمرة مثل الحرب التجارية وأزمة الطاقة.

ومع ذلك، يستمر المستثمرون في دراسة الأوضاع الاقتصادية العالمية، حيث ما زالت الإشارات المتباينة من البنوك المركزية المختلفة تثير التساؤلات، بما في ذلك احتمالية حدوث تغييرات كبيرة على أوجه الاستثمار خلال الفترات المقبلة.

كيف يؤثر اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على سعر الذهب

اتفاق التجارة المرتقب بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة شكّل خطوة محورية لدفع حركة الأسواق، إذ أدى إعفاء المملكة المتحدة من الرسوم الجمركية الأمريكية إلى رفع معنويات المستثمرين بشأن تحسن العلاقات التجارية بين الاقتصادات الكبرى، مما أدى إلى تقلص الطلب على الذهب كملاذ آمن لصالح الاستثمارات عالية المخاطرة، مع ذلك يبقى الذهب محتفظًا بجاذبيته ضمن أجواء عدم الاستقرار العالمي، خاصة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية في مناطق أخرى من العالم.

في ظل التطورات الجارية، يعد الذهب مرآة تعكس الأوضاع الاقتصادية والمالية العالمية، مما يجعله عنصرًا هامًا في تحليل الأسواق والاستثمارات، لذلك فإن فهم العوامل التي تؤثر على أسعاره يُعد أداة رئيسية لتخطيط استثماري ناجح واستباقي.