«قفزة مفاجئة».. جيه بي مورغان: الذهب قد يصل إلى 6 آلاف دولار بحلول 2029

لطالما كان الذهب الملاذ الآمن للمستثمرين على مر الزمن، ولكن التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية جعلت التوقعات المستقبلية حول هذا المعدن النفيس مثيرة للاهتمام، وفقاً لتحليلات حديثة من جيه بي مورغان، قد يصل سعر الذهب إلى مستويات قياسية تبلغ 6000 دولار للأوقية بحلول عام 2029، مدعوماً بتغيرات في حيازات المستثمرين وحالة الأسواق العالمية، ما يجعله وجهة استثمارية حيوية للمستقبل.

كيف يمكن أن يصل سعر الذهب إلى 6000 دولار للأوقية؟

يرى المحللون في جيه بي مورغان أن الذهب قد يرتفع بشكل حاد إذا قام المستثمرون العالميون بإعادة توجيه جزء صغير من أصولهم نحو المعدن النفيس، إذا حُوّل فقط 0.5 في المئة من الحيازات الأجنبية للأصول الأميركية إلى الذهب، فإن ذلك سيضخ 273.6 مليار دولار في الأسواق، وهو ما يعادل حوالى 2500 طن متري من الذهب، هذه الأرقام تكشف عن التأثير الكبير للأرقام الصغيرة على الطلب والعرض في سوق الذهب، في ظل ارتفاع كبير في أسعاره مقارنة بالأعوام السابقة، يمكن لتأثير التضخم وزيادة الطلب أن يخلقا اتجاهاً صعودياً مستداماً.

العوامل الرئيسية المؤثرة على أسعار الذهب

عوامل عديدة تسهم في ارتفاع الذهب، منها التوترات السياسية والاقتصادية، الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تركت أثراً بارزاً على سوق الأصول الأميركية، وهو ما حول الأنظار نحو الذهب، كذلك، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا ساهم في إشعال الطلب على المعدن النفيس، حيث بدأت البنوك المركزية في التحوط بالذهب خوفاً من فقدان قيم ممتلكاتها بالدولار واليورو، وبالإضافة إلى تلك التغيرات، أدى عجز الموازنات وارتفاع معدلات التضخم إلى تعزيز مكانة الذهب كخيار استثماري رئيسي مستقبلي.

توقعات أسعار الذهب في الأعوام المقبلة

بالنسبة للتوقعات المستقبلية، تشير التقديرات إلى أن الذهب سيصل إلى 3675 دولاراً للأوقية في نهاية هذا العام ومن ثم يتجاوز حاجز 4000 دولار بحلول منتصف عام 2026، هذا النمو المتوقع يستند إلى ارتفاع معدلات الطلب وردود الأفعال الاقتصادية المرتبطة بتقلبات الأسواق العالمية، ويُقدّر المحللون أن الأسواق ستشهد تحولات دراماتيكية قد تدفع الذهب لتحقيق مستويات غير مسبوقة بحلول عام 2029، ما يعني استمرار الثقة الهيكلية بالذهب كخيار استثماري طويل الأجل.

في الختام، يمثل الذهب العامود الفقري للاستثمار في أوقات الأزمات وعدم اليقين، بينما تشير التحليلات إلى أن الطلب على الذهب سيزداد بشكل كبير في السنوات المقبلة، فإن هذه التوقعات تبقى مشروطة بالتحولات الاقتصادية والجيوسياسية، وهو ما يجعل متابعة أسواق الذهب ومؤشراتها ضرورة لكل مستثمر.