«حكم رائع» هل يجوز أداء الشفع والوتر وقيام الليل معًا بعد العشاء؟

تُثار العديد من الأسئلة الشرعية فيما يخص العبادات، ومنها سؤال “هل يجوز أداء صلاة الشفع والوتر وقيام الليل بنيّة واحدة بعد صلاة العشاء؟”، وهو من الأمور التي يتكرر طرحها، ولها ارتباط وثيق بتنظيم المسلم عباداته ووقته، وفقًا لما أفاد به الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فإنه يجوز الجمع بين نوايا هذه الصلوات بنيّة واحدة عقب صلاة العشاء مباشرةً.

هل يجوز الجمع بين صلاة الشفع والوتر وقيام الليل بنيّة واحدة؟

يُعتبر الجمع بين صلاة الشفع والوتر وقيام الليل أمراً مباحاً، إذ صرّح الشيخ إبراهيم عبد السلام بأن أي نافلة تُصلّى بعد العشاء تُعد جزءاً من قيام الليل، موضحًا أن أداء هذه الصلوات بنية واحدة جائز ولا حرج فيه، حيث تطال المسلم أجر قيام الليل كاملًا، وأضاف أن كافة الصلوات التطوعية بعد صلاة العشاء تمت الإشارة إليها في الشرع بفضلها العظيم على النفس والقلب، فهذه العبادات تُعزز من القرب إلى الله وتزيد من الأجر والثواب.

ما هو الفرق بين قيام الليل والتهجد؟

يتساءل الكثيرون “هل يجوز الجمع بين كل هذه الصلوات وتُعتبر قائمة كلها من قيام الليل؟”، وهنا أوضح أمين الفتوى أن قيام الليل يشمل كل صلاة تُؤدى بعد العشاء وحتى وقت الفجر، بينما يختص التهجد بوقت محدد وهو الثلث الأخير من الليل، الوقت الذي يسبق الفجر مباشرة، وقد وصف هذا الوقت بأنه الأفضل للتقرب إلى الله ومناجاته، واستشهد بقوله تعالى: “ومن الليل فتهجد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً”، مما يدل على أن العبادة في هذا الوقت لها منزلة خاصة.

هل يجوز أداء قيام الليل في أي وقت بعد العشاء؟

أكد الشيخ إبراهيم عبد السلام أن قيام الليل مرنٌ من حيث الوقت ويبدأ من بعد صلاة العشاء مباشرةً، مشيراً إلى أنه لا مانع شرعاً من الصلاة في هذا الوقت بنيّة واحدة تشمل الشفع والوتر وقيام الليل، فمن يسعى لأداء هذه الأعمال بشكل مبكر ينال أجرها، إلا أن تخصيص وقت التهجد في الثلث الأخير من الليل يُعد أعظم وأحبّ إلى الله لما فيه من خشوع وسكينة خلال قرب الفجر، ومن أراد القيام بعد العشاء، فله النصيب من الأجر بفضل الله.

كما شدد أمين الفتوى على أنه عند تأدية صلاة الشفع والوتر فقط بعد صلاة العشاء، فإن ذلك لا يمنع من أن يندرج تحت قيام الليل، ناصحاً المصلين بأن يستغلوا هذا الوقت العظيم قدر الإمكان بالذكر والدعاء إلى الله، وذلك امتثالاً لنصوص الشريعة التي وضحت فضل قيام الليل على الروح والحياة.

في الختام، يمكن القول إن أداء صلاة الشفع والوتر وقيام الليل بنيّة واحدة هو أمر جائز شرعاً ومباح للمسلمين، وتكمن فيه أفضال عظيمة لكل من يسعى إلى التقرب إلى الله بعبادة الليل، سواء كان ذلك مباشرةً بعد العشاء أو في أوقات أخرى، هذا مع التأكيد على خصوصية التهجد في الساعات الأخيرة من الليل.