سعر الذهب يهبط لمستوى قياسي مع توقيع الاتفاق التجاري الأمريكي الصيني

سجلت أسعار الذهب انخفاضًا كبيرًا في الأسواق العالمية مع بداية الأسبوع وذلك نتيجة الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين، لينخفض السعر بنسبة 2.9% ويصل إلى 3229 دولار للأونصة، كما هبطت العقود الآجلة للذهب بنسبة 3.4% لتصل إلى 3231 دولار للأونصة، هذا التراجع يعكس تأثير السياسة الاقتصادية والتوترات التجارية الدولية التي تؤثر بشكل مباشر على قيمة الذهب باعتباره أحد أهم الأصول الآمنة.

انخفاض الذهب بسبب الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين

الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والصين كان له دور رئيسي في تقلبات سوق الذهب، حيث وافقت الدولتان على تعليق زيادة الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، وهو الأمر الذي ساهم في تخفيف القلق بشأن التصعيد التجاري، الاتفاق تضمن تخفيض الرسوم المؤقتة المفروضة من واشنطن إلى 10%، وفي المقابل أقدمت الصين على إجراء مشابه بخفض الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية إلى النسبة ذاتها، هذه التغيرات عززت التفاؤل الاقتصادي عالميًا ولكنها قللت من الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

دور التوترات الجيوسياسية في تراجع أسعار الذهب

إلى جانب الاتفاق التجاري، ساهمت التحسنات في العلاقات الدولية والحد من التوترات الجيوسياسية في تراجع الطلب على الذهب، حيث كان لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان الذي تحقق في عطلة نهاية الأسبوع الماضية أثر كبير في تخفيف المخاوف الإقليمية، مما أدى إلى تحويل الاستثمارات نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى مثل الأسهم العالمية والمعادن الصناعية، فمع غياب الحاجة الملحة إلى الأصول الآمنة، شهد سوق الذهب هبوطًا ملحوظًا في أسعاره خاصة خلال بداية تعاملات الأسبوع.

تأثير تراجع الذهب على المعادن النفيسة الأخرى

التراجع الحاد في أسعار الذهب لم يأت دون أثر على المعادن النفيسة الأخرى التي شهدت انخفاضًا هي الأخرى، عقود البلاتين الآجلة هبطت بنسبة 2.3% لتسجل 978.90 دولار للأونصة، بينما انخفضت عقود الفضة الآجلة بنسبة 1.4% لتصل إلى 32.480 دولار للأونصة، هذا الانخفاض يعكس التفاعل السلبي للأسواق مع الأوضاع العالمية سواء السياسية أو التجارية، كما يعبر عن حجم التحولات في اهتمامات المستثمرين الذين بدأوا التوجه للاستثمار في أصول أخرى مستفيدين من انخفاض حدة المخاطر الاقتصادية العالمية.

في النهاية، يعكس انخفاض الذهب والمتغيرات التي طرأت على المعادن النفيسة الأخرى نتيجة الاتفاقيات والدوافع الجيوسياسية مدى تأثر الأسواق العالمية بالأحداث الراهنة، مما يبرز أهمية متابعة المستجدات الاقتصادية والجيوسياسية؛ لحسن اتخاذ القرارات الاستثمارية.