«العاصفة شيماء» تجتاح السوشيال ميديا.. والأرصاد تكشف الحقيقة كاملة

أثارت العاصفة “شيماء”، الاسم الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء 14 مايو 2025، جدلًا واسعًا بين مستخدمي الإنترنت، حيث انتشرت صور وفيديوهات تنقل مشاهد لرياح عنيفة وأتربة كثيفة قيل إنها تضرب بعض المحافظات المصرية. هذا الحدث الافتراضي أحدث موجة ذعر لدى المواطنين وسط غياب تصريحات رسمية بشأن الحقيقة وراء الأمر، مما دفع الجهات المختصة إلى التدخل لشرح الموقف بدقة.

ما هي العاصفة شيماء؟ وهل لها أي أساس علمي؟

في تصريح دقيق، أوضح الدكتور محمود القياتي، المتحدث باسم الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، أن “العاصفة شيماء” لا وجود لها على الإطلاق في التقارير الدولية الخاصة بالأحوال المناخية. وأكد خلال مداخلته في برنامج “صباح البلد” أن الاسم المتداول ليس إلا اختلاقًا انتشر بشكل مبالغ فيه على منصات التواصل. أوضح القياتي أن العواصف يتم تسميتها اعتمادًا على قوانين وأسماء محددة عالميًا بحسب لوائح المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، لذا فإن أي اسم عشوائي مثل “شيماء” ليس له أي موثوقية علمية. تضمن حديثه أيضًا أن ما شهدته مصر من رياح وأتربة يعتبر أمرًا طبيعيًا نظرًا للتقلبات الجوية المعتادة في فصل الربيع.

مظاهر الرياح المثيرة للأتربة وتأثيرها على الطقس

شهدت بعض المناطق في اليوم المذكور نشاطًا ملحوظًا للرياح المحملة بالرمال والأتربة، وهو ظاهرة موسمية شائعة تحدث غالبًا في الأوقات الانتقالية بين الفصول. أثرت هذه الرياح على مستويات الرؤية الأفقية، وظهرت بشكل ملحوظ على الطرق الصحراوية والمكشوفة، مما زاد من حالة عدم الاستقرار لدى البعض. مع ذلك، أكدت الهيئة العامة للأرصاد أن هذه الظواهر طبيعية تمامًا، وليست قوية كما ادعى البعض عبر منصات الإنترنت. يُعد شهر مايو من الأشهر التي تمر بها البلاد بتغيرات مناخية مفاجئة كارتفاع شديد للحرارة في بعض الأيام، يليه نشاط مؤقت للرياح المفاجئة أحيانًا.

كيف ساهمت مواقع التواصل في تضخيم شائعة العاصفة شيماء؟

أكدت واقعة “العاصفة شيماء” هشاشة التعامل مع المعلومات المناخية بين الأفراد. استغل عدد من المستخدمين وسائل التواصل لنشر صور ومقاطع فيديو دون التحقق من صحتها، مما ساهم في تضليل مستخدمين آخرين بشكل واسع. أشارت الأرصاد إلى أهمية تثقيف الأفراد بأهمية الاعتماد على المصادر الرسمية للأخبار مثل المواقع التابعة للهيئة العامة للأرصاد بدلاً من المواقع المشبوهة أو الصفحات غير الموثوقة. تداول الشائعات المناخية يؤدي إلى نشر الذعر دون سبب، خاصة إذا ترافق ذلك مع هجوم إعلامي غير مسؤول.

أما عن الأيام المقبلة، فقد توقعت هيئة الأرصاد استمرار الارتفاع في درجات الحرارة بشكل تدريجي، وأشارت إلى ضرورة الالتزام بتوصيات معينة، مثل الابتعاد عن الشمس خلال ساعات الذروة. يأمل خبراء الأرصاد بوعي مجتمعي أفضل في المستقبل، حيث تبقى المصادر العلمية هي الخطوة الأولى للتصدي لمثل هذه الأخبار المزيفة.