ما حدش يخدعك: الاقتصاد المنزلي فن الترشيد مش حرمان (فيديو)

تُعد إدارة الموارد المنزلية بأسلوب ذكي ومستدام من القضايا الأساسية لتحقيق الترشيد ومواجهة تحديات الغلاء، وهذا لا يعني أبداً الحرمان أو التقشف. أكدت د. مي أحمد الشحات، مدرس الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، أن الترشيد لا يعني تقييد الإنفاق، بل هو فن يعتمد على حسن استغلال الموارد المتاحة لتلبية الاحتياجات من دون إسراف، بما يعود بالنفع على الأفراد والمجتمع ككل.

الزجاج بديل آمن: تجنب مخاطر البلاستيك

حذرت د. مي الشحات من مخاطر استخدام البلاستيك داخل المنازل، وخاصة في تخزين الطعام والماء لفترات طويلة، موضحة أن المواد البلاستيكية تحتوي على كيماويات قد تنتقل للأطعمة والمشروبات، مما قد يؤثر على صحة الإنسان. وأوصت باستخدام الأدوات الزجاجية كبديل صحي وآمن حيث تفتقر الزجاجيات إلى التأثير التفاعلي مقارنة بالبلاستيك. بينما أشارات إلى الأنواع القليلة الآمنة من البلاستيك التي تحمل رقم 5، إلا أن التوجه نحو الزجاج أو الأدوات المعدنية يظل الخيار الأفضل للأسر.

التوازن بين السعر والجودة في مواجهة البراندات

أشارت د. الشحات إلى مفهوم “الاستبدال الذكي” كحل عملي للتغلب على غلاء الأسعار، مؤكدة أن الجودة لا ترتبط بالضرورة بالعلامة التجارية. بعض البراندات تسوّق منتجات تحمل أسعارًا مرتفعة دون قيمة حقيقية مضافة، مشددة على أهمية البحث عن بدائل تحمل الجودة نفسها ولكن بسعر مناسب. التوجه نحو السوق المحلي أو المصانع ذات العروض والأسعار المستقرة يدعم الاقتصاد المحلي ويُقلل من المصاريف الزائدة التي يتحملها المستهلك من أجل اسم علامة تجارية فقط.

ثقافة استهلاك ذكية: مستقبل أكثر استدامة

التحول نحو ثقافة استهلاك أكثر وعيًا لا ينعكس إيجابيًا على الأُسر فقط، بل يُساهم في توجيه الموارد المجتمعية بشكل صحيح. ومن بين النصائح التي قدمتها د. الشحات للتعامل مع الغذاء هي الاعتماد على سوق الجملة أو الأسواق الشعبية لتجنب تداعيات ارتفاع الأسعار في السوبر ماركت. كذلك دعت إلى تنويع الأصناف الغذائية بين البروتين النباتي والحيواني بما يناسب الميزانية الخاصة لكل أسرة. التحلي بحكمة في الشراء والتفكير المسبق يُساعد في توفير مبالغ كبيرة كان يمكن أن تضيع نتيجة قرارات غير مدروسة.

استراتيجية لتحقيق استدامة اقتصادية

في النهاية، اختتمت د. الشحات حديثها بأهمية توجيه السلوك الاستهلاكي نحو المسؤولية واحترام الموارد المتاحة. ودعت إلى التعاون المجتمعي لنشر ثقافة الترشيد حفاظاً على حقوق الأجيال القادمة، مستشهدة بالآية القرآنية: “ولا تُسرفوا إنه لا يحب المسرفين”.